حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أما) بالفتح والتخفيف

صفحة 165 - الجزء 1

  ٨٣ - يا لَيْتَمَا أَمُنَا شَالَتْ نَعَامَتُها ... أَيْمَا إِلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إلى نَارِ

  وفي شاهد ثان، وهو فتح الهمزة، وثالث وهو الإبدال، ونقل ابن عصفور الإجماع على أن إمّا الثانية غير عاطفة كالأولى، قال: وإنما ذكروها في باب العَطْفِ لمصاحبتها لحرفه، وزعم بعضُهم أن «إمَّا» عطَفَت الاسم على الاسم، والواو عطفت «إمَّا» على «إما»، وعطف الحرف على الحرف غريب؛ ولا خلاف أن «إما» الأولى غيرُ عاطفة، لاعتراضها بين العامل والمعمول في نحو: «قام إمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرو»، وبين أحد معمولي الفعل ومعموله الآخر في نحو «رأَيْتُ إِمَّا زَيْداً وَإِمَّا عَمْراً»، وبين المُبْدَل


  واو. قوله: (شالت) أي: ارتفعت قوله: (نعامتها) بطن القدم وهو كناية عن موتها لأن الشخص إذا مات تسفل رأسه وترتفع قدمه والبيت لرجل من عبد القيس وكان عاقاً لأمه. قوله: (وهو فتح الهمزة) أي: مع الإبدال.

  قوله: (وهو الإبدال) أي: مع فتح الهمزة قوله: (ونقل ابن عصفور الإجماع) ليس نقله بسديد لأن الكتب طافحة بنقل الخلاف في ذلك اهـ دماميني. قوله: (لحرفه) أي: وهو الواو فهي العاطفة لكن لما كان المراد هنا ليس مطلق الجمع، وإنما المراد أحد الشيئين أو الأشياء جيء بما قرينة على ذلك. قوله: (وزعم بعضهم الخ) هذا القول حكاه ابن الحاجب وجوزه، وقال الرضى عن الأندلسي إن ما الأولى مع إما الثانية حرف عطف قدمت تنبيهاً على أن الأمر مبني على الشك والواو جامعة عاطفة لإما الثانية على الأولى حتى يصير الحرف واحداً، ثم يعطفان معاً ما بعد الثانية على ما بعد الأولى، قال الرضى: وهذا عذر بارد لأن تقدم بعض العاطف على المعطوف عليه وعطف بعض العاطف على بعض وعطف الحرف على الحرف غير موجود ا. هـ. دماميني، وفيه نظر لأن صاحب هذا الرأي لم يقل بأنه عطف حرف على حرف إذ العاطف عنده إما الأولى وإما الثانية اهـ تأمله قوله: (لاعتراضها بين العامل والمعمول) أي: ولا عطف بين العامل والمعمول. قوله: (أرأيت إما زيداً وإما عمراً) المعمول الأول التاء والثاني زيد. قوله: (وبين المبدل


٨٣ - التخريج: البيت للأحوص في (ملحق ديوانه ص ٢٢١؛ ولسان العرب ١٤/ ٤٦ (أما)، ولسعد بن قرط في خزانة الأدب ١١/ ٨٦، ٨٧، ٨٨، ٩٠، ٩٢؛ والدرر ٦/ ١١٢؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٨٦؛ وشرح عمدة الحافظ. ص ٦٤٣؛ والمحتسب ١/ ٢٨٤، ٢/ ٣١٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٣؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة. ص ١٢٠؛ والجنى الداني ص ٥٣٣؛ وجواهر الأدب ص ٤١٤؛ ورصف المباني ١٠٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٥؛ وشرح المفصل ٦/ ٧٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٥).

شرح المفردات: شالت نعامتها أي هلكت وأصل «شالت» بمعنى: رفعت.

المعنى: يتمنى الشاعر الموت لأمه غير مهتم بمصيرها، وسواء عنده أذهبت إلى الجنة أو إلى النار.