حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 556 - الجزء 3

  أي: تتهيبها، وقال ابن مقبل [من البسيط]:

  ٩٤١ - وَلَا تَهَيَّبُنِي المَوْمَاةُ أَرْكَبُهَا ... إِذَا تَجَاوَبَتِ الأصْدَاءُ بالسَّحَرِ

  أي: ولا أتهيبها، وقال كعب [من البسيط]:

  ٩٤٢ - كأنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهَا إِذَا عَرِقَتْ ... وَقَدْ تَلَفَعَ بِالْقُورِ الْعَسَاقِيلُ

  «القُور»: جمع قارة، وهي الجبل الصغير، و «العساقيل»: اسم لأوائل السَّرَابِ،


  على القتال والهول والفزع وكل هذه المعاني ممكن هنا والتهيب الخوف والفعل بالمثناة التحتية مسند إلى أن تقدم أي لا يخفك الإقدام والمعنى لا تخف أنت من الإقدام على ملاقاة العدو والدخول في الحروب والقلب فيه ظاهر اهـ دماميني. قوله: (في نجدة) في زائدة. قوله: (ان تقدم) فاعل أي القدوم بمعنى الإقدام والكاف مفعول، وقوله يتهيبك أي يتخوفك أي إذا أنت لاقيت شدة فلا تتخوفن من الإقدام عليها فظاهره ان الإقدام يتخوف أن الذي يتخوف إنما هو الشخص فهو مقلوب، والأصل فلا تتخوف أنت من الإقدام مع عليها، ولذا قال الشارح فلا تتهيبها أي الشدة أي لا تتهيب القدوم عليها.

  قوله: (ولا تهيبني الموماة) التهيب الخوف وأصله تتهيبني حذفت إحدى التاءين والموماة المفازة والأصداء جمع صدى وهو هنا ذكر البوم أو طير يصفر بالليل والسحر الزمن الذي قبل الصبح بيسير والمعنى لا تتخوف مني المفازة التي أركبها فظاهره أن المفازة تخاف أنه. الذي يخاف من المفازة فهو مقلوب والأصل أتهيب الموماة. مع هو قوله: (وقال كعب) أي: ابن زهير في قصيدته بانت سعاد قوله: (أوب ذراعيها) أي:


اللغة: يتهيبك: يتخوفك.

المعنى: لا تخف من الإقدام على ملاقاة العدو، والدخول في الحرب لأن الحياة واحدة ولا مسوغ للخوف.

٩٤١ - التخريج: البيت لابن مقبل في (ديوانه ص ٧٩؛ والأضداد ص ٢٠٢؛ وأمالي المرتضى ١/ ٢١٧؛ وتخليص الشواهد ص ٢٢١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧١؛ ولسان العرب ١/ ٧٩٠ (هيب)؛ والمعاني الكبير ص ١٢٦٤؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤٩٦).

اللغة: تهيبني: تخيفني صدى: ذكر البوم الموماة: الصحراء المهلكة. السحر: قبيل الصبح.

المعنى: لا يدخل الخوف إلى نفسي من المفازات والصحاري المهلكة، فإني لمجتازها، قبيل الصبح وأصوات البوم يجاوب بعضها بعضاً.

٩٤٢ - التخريج: البيت لكعب بن زهير في (ديوانه ص ٦٤؛ وأمالي المرتضى ١/ ٥٥٨؛ ولسان العرب ١/ ٢٢٠ (أوب)؛ ٥/ ١٢٢ (قور)، ٨/ ٣٢١ (الفع)، ١١/ ٤٤٨ (عسقل)؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٥٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧١).

اللغة: الأوب: الرجوع. تلفع: اشتمل. العساقيل: السراب.

المعنى: كانت تجري مسرعة والسراب يلف الأبعاد وكانت حركة ذراعيها ذهاباً وإياباً تشبه حركة ذراعي نائحة، وكان العرق يقطر منهما كدمع تلك النائحة.