وهي إحدى عشرة قاعدة
  ولا واحد له، والتلفع: الاشتمال. وقال عُرْوَة بن الوَرْدِ [من الوافر]:
  ٩٤٣ - فَدَيْتُ بِنَفْسِهِ نَفْسِي وَمَالِي ... وَمَا أَلُوكَ إِلا مَا أُطِيق
  وقال القُطامي [من الوافر]:
  ٩٤٤ - فَلَمَّا أَنْ جَرَى سِمَنْ عَلَيْهَا ... كَمَا طَيَّنْتَ بِالْفَدَنِ السَّيَاعَا
  الفَدَن: القصْر، والسياع: الطين، ومنه في الكلام «أدْخَلْتُ القلنسوة في رأسي»،
  الناقة، وقوله وقد تلفع حال.
  قوله: (اسم لأوائل السراب) أي: وظاهره أن الجبال تتلفع بالسراب أي تشتمل عليه لا أن السراب يتلفع بالجبال كما هو ظاهره والمراد بالسراب ما يتراءى للظمآن شدة في الحر أنه ماء والحال أنه غير ماء. قوله: (فديت بنفسه الخ) الأصل فديت نفسه بنفسي فالمفدي نفس المحبوب والمفدي به نفس الشاعر للعكس كما هو ظاهر البيت، وقوله ما آلوك أصله ما أمنعك ثم ضمن في البيت معنى المنح والإعطاء فعدى إلى اثنين أي وما أمنحك إلا ما أطيقه وأقدر عليه فداء نفسك بنفسي، وقال السيوطي المعنى ولا أمنعك الفداء بنفسي ومالي أي لا أقدر على ذلك لأني مجبول عليه قوله: (فلما أن جرى سمن) بكسر السين وفتح الميم والضمير للناقة وجواب لما قوله بعد:
  أمرت بها الرجال ليأخذوها ... ونحن نظن أن لن تستطاعا
  وصحف بعضهم سمن بفتح فسكون وجعله في وصف قصعة ثريد عليه سمن وهو غلط، فإن قبله ما يعين وصف الناقة وهو قوله:
  فلما أن مضت سنتان عنه ... وصارت حقها تعلوا لجذاعا
  عرفنا ما يرى البصراء فيها ... فآليناعليها أن تباعا
  وقلنا مهلوا لنبيتنها ... لكي تزداد للسفر اطلاعا
  فلما أن جرى الخ. قوله: (كما طينت) أي: وصارت كما طينت أي كتطيين السياع بالفدن. قوله: (والسياع الطين) فالمعنى كما طينت الطين بالقصر وهذا المعنى مقلوب لأن
٩٤٣ - التخريج البيت العروة بن الورد في (الأشباه والنظائر ٢/ ٢٩٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٢؛ ولسان العرب ٤/ ٣١٦ (تيز)؛ ولم أقع عليه في ديوانه).
اللغة: آلوك: منعوه عنك.
المعنى: أفديك بنفسي وما أملك ولا أستطيع منعهما عنك.
٩٤٤ - التخريج: البيت للقطامي في (ديوانه ص ٤٠؛ وأساس البلاغة ص ٣٣٦ (فدن)؛ وجمهرة اللغة ص ٨٤٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٢؛ ولسان العرب ٥/ ٣١٥ (تيز)، ٨/ ١٧٠ (سيع)).
اللغة: الفدن: القصر. السياغ: الطين.
المعنى: لقد كساها اللحم من كثرته، فكل عضو فيها يلبس اللحم كجدران قصر كسي الطين.