وهي إحدى عشرة قاعدة
  الحرباء»، أي: انتصب الحرباء في العود. وقال ثعلب في قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}[الحاقة: ٣٢]. إن المعنى: اسلكوا فيه سلسلة، وقيل: إن منه {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا}[الأعراف: ٤]، {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}[النجم: ٨]، وقد مضى تأويلهما. ونقل الجوهري في {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ}[النجم: ٩] أن أصله: قَابَي قوس، فقُلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فُسِّر القابُ بمَا بينَ مَقْبض القوس وسِيَتِها أي طرفها، ولها طرفان فله قَابَانِ؛ ونظير هذا إنشاد ابن الأعرابي [من الطويل]:
  ٩٤٦ - إِذَا أَحْسَنَ ابْنُ الْعَمُ بَعْدَ إِسَاءَةٍ ... فَلَسْتُ لِشَرْيَ فِعْلِهِ بِحَمُولِ
  أي: فلستُ لشر فعلَيْهِ.
  زيارة الحبيب وعدمها:
  فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة ... إن لم يزرني وبالجوزاء إن زارا
  أي ان لم يزر كان الليل طويلاً، وإن كان الليل قصيراً وقوله في الحرباء أي بالحرباء.
  قوله: (أي انتصب الخ) أي تعلق لأن الحرباء هي التي تتعلق بالعود عند شدة الحر، وقوله في العود أي به قوله: (إن المعنى اسلكوا فيه) أي: أدخلوا فيه أي عنقه سلسلة أي طرف وهو الطوق فطرف السلسلة وهو الطوق مسلك وعنقه مسلك فيه لا أن الشخص مسلك والسلسلة مسلك فيها كما هو ظاهر الآية، وقد يقال أنه لا قلب في الآية لأن في تدخل على الظرف وهو ما له احتواء فالمعنى ثم في طرف سلسلة فاسلكوه أي فاسلكوا عنقه فطرف السلسلة ظرف وعنقه مظروف قوله: (فجاءها بأسنا) أي: لأن مجيء البأس قبل الإهلاك أي جاءها بأسنا فأهلكناها قوله: (ثم دنا الخ) أي: فالأثل ثم بعد إن كان بالأفق الأعلى تدلى فدنا من النبي ﷺ وقرب منه أو المعنى ثم بعد أن كان النبي في السماء تدلى في الهواء فدنا من بيت المقدس. قوله: (وقد مضى تأويلهما) أي: بأن المراد من الفعل الإرادة فالمعنى أردنا إهلاكها فجاءها وأراد الدنو فتدلى، وقوله التثنية بالإفراد أي والإفراد بالتثنية. قوله: (وهو حسن إن فسر الخ) أي: لا ان فسر ألقاب بالقدر فلا: يحسن. قوله: (ولهما طرفان) أي: وهما محل ربط الوتر. قوله: (بمحمول) أي: بمحتمل وحاقد بل أصرفه عني.
  قوله: (لشر فعليه) أي: لست متحملاً لشر الفعلين أي للشر من الفعلين وهما
٩٤٦ - التخريج البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ٢٩٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٢؛ ولسان العرب ٤/ ٤٠٠ (شرر)).
اللغة: حمول: حقود.
المعنى: إنه رجل شهم ينسى الإساءة من ابن عمه إذا رجع عن غيه وشره.