حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 563 - الجزء 3

  مالك؛ والظاهر أنه يتخرّج على إجراء المعتل مجرى الصحيح كقراءة قُنْبُل {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ}⁣[يوسف: ٩٠] بإثبات ياء يتقي وجزم يصبر.

  والرابع: إعطاء «إذا» حكم «متى» في الجزم بها كقوله [من الكامل]:

  اسْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالْغِنَى ... وَإِذَا تُصِبْكَ خِصَاصَةٌ فَتَحَمَّلِ

  وإهمال «متى» حكماً لها بحكم «إذا»، كقول عائشة ^: «وأنه مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ لا يُسْمِع الناس».

  والخامس: إعطاء «لم» حكم «لَنْ» في عمل النصب، ذكره بعضهم مستشهداً بقراءة بعضهم {أَلَمْ نَشْرَحْ}⁣[الشرح: ١] بفتح الحاء، وفيه نظر؛ إذ لا تحلَّ لَنْ هنا، وإنما يصح - أو يحسن - حملُ الشيء على ما يحل محله كما قدمنا؛ وقيل: أصله «نَشْرَحَنْ» ثم حذفت النون الخفيفة وبقي الفتح دليلاً عليها، وفي هذا شذوذان: توكيد المنفي بلم مع أنه كالفعل الماضي في المعنى، وحذف النون لغير مقتض مع أن المؤكد لا يليق به الحذف، وإعطاء لن حكم لم في الجزم كقوله [من المنسرح]:

  لَنْ يَخبِ الآن مِن رَجَائِكَ مَنْ ... حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابك الحلقه

  الرواية بكسر الباء.


  قوله: (على إجراء المعتل مجرى الصحيح) أي: في جزمه بحذف الحركة فالجازم حذف الحركة المقدرة على حرف العلة قوله: (بإثبات ياء يتقي الخ) تقدم في الكلام على أقسام العطف أن الظاهر تخريج هذه القراءة على أن من موصولة لا شرطية فإثبات ياء يتقي حينئذ جائز بل واجب وإسكان الراء ليس جزماً بل هو تخفيف بحذف حركة الرفع مثل وما يشعركم بإسكان الراء وهو فصيح قوله: (إذ لا تحل لن الخ) أي: لأن لن لإفادة المستقبل ولم لإفادة الماضي والقصد تقرير الماضي. قوله: (كقول عائشة) أي: في استنابة أبيها في مرضه # يصلي بالناس. قوله: (وقيل أصله نشرحن الخ) يمكن أن فتحة الحاء اتباعاً للام بعدها قوله: (مع أنه كالفعل الماضي في المعنى) أي: والماضي لا يؤكد.

  قوله: (الرواية بكسر الباء) ويخب مجزوم بلن وحرك بالكسرة لالتقاء الساكنين وفيه أنه لا يصح هنا حلول لم محل لن لأن لم للماضي ولن للمستقبل، ومراد الشاعر الاستقبال كذا قال الشارح وفيه أن محل كون تفيد الاستقبال إذا لم يقيد الفعل بما يفيد خلافه، وهنا قيد بالآن فلم يكن القصد إلا النفي لا المضي ولا الاستقبال وحملها على لم في النفي لأن لم ينفي بها الماضي إلى الحال ولن هنا القصد منها نفي الحال تأمل. قوله: (الرواية بكسر الباء) فيه أنه إنما يصح أو يحسن حمل الشيء على ما يحل محله ولم لا