وهي إحدى عشرة قاعدة
  والسادس: إعطاء «ما» النافية حكم «ليس» في الإعمال وهي لغة أهل الحجاز، نحو: {مَا هَذَا بَشَرًا}[يوسف: ٣١]، وإعطاء «ليس» حكم «ما» في الإهمال عند انتقاض النفي بإلا كقولهم «لَيْسَ الطَّيبُ إِلا الْمِسْكُ» وهي لغة بني تميم.
  والسابع: إعطاء «عسى» حكم «العلّ» في العمل كقوله [من الرجز]:
  [تَقُولُ بِنْتِي قَدْ أَنَّني أَنَاكا] ... يَا أَبَتَاعَلْكَ أَوْ عَسَاكَا
  وإعطاء «العلّ» حكم «عسى» في اقترانِ خبرها بأن، ومنه الحديث «فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ الْحَنَ بِحَجَّتِهِ مِنْ بَعْضِ».
  والثامن: إعطاء الفاعل إعراب المفعول وعكسه عند أمن اللبس، كقولهم: «خَرَقَ الثَّوْبُ المِسْمَارَ، وكَسَرَ الزجَاجُ الْحَجَرَ»، وقال الشاعر [من البسيط]:
  ٩٤٧ - مِثْلُ الْقَنافِذِ هَدَّاجُونَ قَدْ بَلَغَتْ ... نَجْرَانِ أَوْ بَلَغَتْ سَوْآتِهِمْ هَجَرُ
  يصح حلولها هنا؛ لأن لن للنفي في المستقبل لا الماضي ولم لعكس اهـ. - دماميني وتكلف الشمني بالتفات لمطلق النفي قوله (والسادس) أي: من أمثلة تقارض اللفظين في الحكام قوله: (إعطاء ما النافية حكم ليس في الأعمال) أي: وإن كان الأصل في ما الإهمال ولو كان عملها عند الحجازيين بشروط أربعة أن لا تقع بعدها أن وإن لا تنتقض بنفي وترتيب معموليها، وأن لا يفصل بينها وبين معموليها بمعمول الخير إلا إذا كان ظرفاً ومعلوم أن العمل بشرط خلاف الأصل وأهملها بنو تميم مطلقاً ومنه قوله:
  ومهفهف الأعطافِ قلت له انتسب ... فأجاب ما قتلُ المُحِبِ حَرامُ
  قوله: (وهي لغة بني تميم) أي: وأما غيرهم فيعمل ليس مطلقاً. قوله: (في العمل) أي: وهو نصب الاسم ورفع الخبر فالكاف في عساك اسمها في محل نصب لا في محل رفع لأن الكاف ليست من ضمائر الرفع. قوله: (إعطاء الفاعل الخ) وذلك لأن القصد من الإعراب بيان المعنى فإذا ظهر لم يبالوا بمخالفة ما تقضيه القواعد ولا يقاس وظاهر المصنف أنه يقال فاعل منصوب ومفعول مرفوع وقيل يقدر للفاعل رفع وللمفعول نصب منع منه الحركة التي جلبها ظهور المعنى، وقيل: يعرب الفاعل مفعولاً والمفعول فاعلاً وهو قلب. قوله: (وعكسه) أي: إعطاء المفعول إعراب الفاعل وهو الرفع. قوله: (القنافذ) بالذال المعجمة قنفذ جمع وهو الدابة المعلومة وقوله هداجون أي في مشيهم
٩٤٧ - التخريج: البيت للأخطل في (ديوانه ص ١٧٨؛ وتخليص الشواهد ص ٢٤٧؛ والدرر ٣/ ٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٢؛ ولسان العرب ٥/ ١٩٥ (نجز)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٣٣٧؛ وأمالي المرتضى ١/ ٤٤٦؛ ورصف المباني ص ٣٩٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١٧٦؛ والمحتسب ٢/ ١١٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٥).
اللغة نجران وهجر هما بلدان في اليمن السوءة: الفاحشة. والقنافذ: جمع مفرده قنفذ: =