حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 565 - الجزء 3

  وسمع أيضاً نصبهما كقوله [من الرجز]:

  ٩٤٨ - قَدْ سَالَمَ الْحَيَّاتِ مِنْهُ الْقَدَمَا ... الأفْعُوَانَ وَالشَّجَاعَ الشجْعَمَا

  في رواية من نصب الحيات وقيل: القدما تثنية حُذِفَتْ نونه للضرورة كقوله [من الطويل]:

  هُمَا خُطَنَا إِمَّا إِسَارٌ وُمِنَةٌ ... وَإِمَّا دَمٌ، وَالْقَل بالحُرُ أَجْدَرُ

  فيمن رواه برفع إسار ومنة، وسمع أيضاً رفعهما كقوله [من الخفيف]:


  ارتعاش ونجران اسم بلد باليمن، وكذا هجروا وقوله سوآتهم فاعل ونصبه وهجر مفعول ورفعه لأمن اللبس وسوآتهم منصوب بالكسرة قوله: (وسمع أيضاً نصبهما) أي: الفاعل والمفعول. قوله: (الحيات) فاعل وهو منصوب بالكسرة القدما مفعول وهو منصوب بالكسرة وألفه للإطلاق وتمامه:

  الأفعوان والشجاع الشجعَما

  والأفعوان ذكر الأفاعي والشجاع قوي الحيات والشجعما الجريء توكيد له. قوله: (في رواية من نصب الحيات) وأما على رواية الرفع فالأمر ظاهر قوله: (خطتا) تثنية خطة بمعنى الأمر وتمامه:

  وأما دم القتل بالحُرِ أجدَرُ

  والشاهد في خطتا فإن أصله خطتان حذفت نونه للضرورة. قوله: (فيمن رواه الخ) أما من رواه بجر أسار ومنه فقد حذف النون للإضافة، ولكن فصل بين المضاف والمضاف


= حيوان يعرف بكثرة مسيره ليلاً، وهداجون من الهدج، وهو مشي الشح الضعيف.

المعنى: إنهم أخبث من القنافذ يتسللون ليلاً إما للسرقة وإما للفاحشة، وقد علم بهم أهل اليمن.

٩٤٨ - التخريج الرجز للعجاج في (ملحق ديوانه ٢/ ٣٣٣؛ وجمهرة اللغة ص ١١٣٩؛ وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي أو للدبيري، أو لعبد بني عبس في (خزانة الأدب ١١/ ٤١١، ٤١٥، ٤١٦؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٨١؛ وللعجاج أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي أو للتدمري أو لعبد بني الحسحاس في الدرر ٣/ ٦؛ وللعجاج أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي، أو للتدمري، أو لعبد بني عبس في شرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٣؛ ولمساور العبسي في لسان العرب ١٢/ ٣٦٦ (ضمز)؛ ولعبد بني عبس في الكتاب ١/ ٢٨٧؛ وللدبيري في شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٠١؛ ولأبي حنّاء في خزانة الأدب ١٠/ ٢٤٠؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦/ ١٢٢؛ وسر صناعة الإعراب ١/ ٤٣١، ٢/ ٤٨٣؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٥٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٩٩؛ ولسان العرب ٨/ ١٧٥ (شجع)، ١٢/ ٣١٩ (شجعم)؛ والمقتضب ٢/ ٢٨٣؛ والممتع في التصريف ١/ ٢٤١؛ والمنصف ٣/ ٦٩).

اللغة: الأفعوان والشجاع: ذكر الأفعى. الشجعم: الجريء.

المعنى: لقد تصالحت قدماه مع الأفاعي لأنهما أضحتا غليظتين صلبتين لطول ما سار حافياً.