وهي إحدى عشرة قاعدة
  ٩٤٩ - إِنَّ مَنْ صَادَ عَقْعَقاً لَمَشُومُ ... كَيْفَ مَنْ صَادَ عَقعَقانِ وَبُومُ
  والتاسع: إعطاء الْحَسَن الوَجْه حكم «الضارب الرجل» في النصب، وإعطاء «الضارب الرجل» حكم «الحسن الوجه» في الجرّ.
  إليه بأما قوله كيف من صاد عقعقان، عقعقان مرفوع بالألف ويوم ويوم عطف عليه وهو مفعول صادفا فاعله ضمير مستتر في محل رفع ويمكن أن يؤول هذا بأن يجعل قوله ويوم مبتدأ حذف خبره أي أي ومعهما، يوم وقوله عقعقان مفعول منصوب بفتحة مقدرة على الألف فلا شاهد فيه حينئذ. قوله: (التاسع إعطاء الحسن الوجه الخ) تحصل من هذا أن الصفة المشبهة المقترنة هي ومعمولها بأل الأصل فيها عملها الجر، وإنما انتصب المعمول حملاً على اسم الفاعل المماثل لها، وكذا الأصل في اسم الفاعل المقرون هو ومعموله بأل عمله النصب والجر إنما هو بالجمل والسر في ذلك أن الصفة المشبهة مأخوذة من اللازم واسم الفاعل مأخوذ من المتعدي فالأصل فأصله إنما كان الجبر غير أصل فيه لأن إضافته لا تفيد تخفيفاً بخلاف إضافتها لأن الحسن الوجه أصله حسن وجهه بالرفع، ثم لما أرادوا الإضافة حولوا الإسناد عن الوجه إلى الضمير العائد على الموصوف كالرجل ثم أتى بالوجه ونصبوه ثم جروه بالإضافة فالجر إنما هو بعد صيرورته منصوباً تشبيهاً بمفعول اسم الفاعل وحكمة الإضافة التخفيف بحذف الضمير وجهه واستتاره في حسن، وأما الضارب الرجل فليس فيها تخفيفاً، وإن كانت لفظية فهي مقيسة على الحسن الوجه.
  قوله: (إعطاء الحسن الوجه الخ) لا يخفى أن نصب الوجه في قولك زيد حسن الوجه لا يصح على جهة المفعولية إذ الصفة مأخوذة من فعل لازم لكنهم شبهوه بالمفعول به في قولك الضارب الرجل فأعطي النصب، أما أعطاه الضارب الرجل حكم الحسن الوجه الجر فتقرير أن الإضافة في المحلين لفظية إذ هي إضافة الصفة إلى معمولها وشرطها أن تفيد تخفيفاً في اللفظ وهذا متحقق في الحسن الوجه لأن أصله الحسن وجه برفع وجه على أنه فاعل الصفة فقصدوا التخفيف فيه، وبالإضافة وإضافة إلى الفاعل على خلاف الأصل لأنه هو في المعنى فشبهوا مرفوعه بالمنصوب فنصبوه لتصح الإضافة إليه وجعلوا الصفة في اللفظ لغيره وأضمروا فيها الضمير المتصل وحذف الضمير من الوجه وعوض عنه أل لئلا يزول تعريفه ثم أضافوا الصفة إليه فحصل التخفيف بحذف الضمير من الوجه واستتاره في الحسن ومثل هذا في الضارب الرجل غير متحقق فعلم أنه محمول في الجر على الحسن الوجه اهـ دماميني رحمه الله تعالى. قوله: (في الجر) أي: والإضافة. قوله:
٩٤٩ - التخريج البيت بلا نسبة في (الدرر ٣/ ٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٦؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٥).
اللغة: العقعق: طائر كالغراب مشؤوم مشؤم من الشؤم ضد اليمن.
المعنى: من يصيد عقعقاً يلحق به السوء، فكيف من يصيد منه اثنين ويتبعهما ببوم، فقد أكمل لنفسه ثالثة الأثافي.