(ألا) بفتح الهمزة والتخفيف
  اشتباه السلام بالتوديع، إذ حصول ذلك - مع تباعد ما بين الوقتين - ممتنع أو مُستبعد، وينبغي لمن قال إنها تأتي للشرطية أن يقول وللعطف لأنه قدر مكانها «وإن»، والحق أن الفعل الذي قبلها دال على معنى حرف الشرط كما قدره هذا القائل، وأنّ «أو» على بابها، ولكنها لما عطفت على ما فيه معنى الشرط دخل المعطوف في معنى الشرط.
  ***
  (ألا) بفتح الهمزة والتخفيف - على خمسة أوجه:
  أحدها: أن تكون للتنبيه؛ فتدل على تحقق ما بعدها، وتدخل على الجملتين، نحو: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}[البقرة: ١٣]، {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}[هود: ٨]، ويقول المعْربون فيها: حرف استفتاح، فيبينون مكانها، ويُهملون معناها وإفادتها
  أو للشك وإنه مستفاد من نفس أو وأما على ما حرره هو فحصول الشك من خارج لقرينة. قوله: (إذ حصول الخ) علة لمحذوف أي والاشتباه إنما يكون عند قرب الوقتين إذ حصول الخ. قوله: (ممتنع أو مستبعد) أي: مستحيل أو مستبعد فحينئذ لا يكون الاشتباه للسلام بالتوديع إلا مع قرب الوقتين فالدال على التقريب إنما هو الاشتباه لا أو اهـ. تقرير دردير قوله: (وللعطف) الأوضح أن يقول ومعنى الواو إذا مطلق العطف لازم لها في جميع أحوالها ويدخل على ما قلنا تقديره قوله: (لأنه قدر مكانها وإن) أي: وهما حرف عطف وحرف شرط. قوله: (دال على معنى حرف الشرط) أي: الواو. قوله: (دخل المعطوف في معنى الشرط) أي: عملاً بما تقتضيه من التشريك وفيه أن هذا لا يفيد بقاءها على حالها وإنما يفيد أنها بمعنى الواو ولو قيل إن هذا من باب الحال المقدرة أي لأضربنه مقدراً حياته ومقدراً موته والمعنى لأضربنه على كل حال أمكن وكذا لاتينك مقدراً إعطاءك أو حرمانك ولا حاجة إلى تقدير الشرط لكان أحسن اهـ. تقرير در دير.
  (ألا) قوله: (على خمسة أوجه) وزيد سادس وهو إنها حرف جواب كبلى وسابع وهو إنها للتقدير ذكره ابن مالك. قوله: (فتدل على تحقيق) أي: ثبوت والمناسب وتدل وإلا فظاهره أن التحقيق إنما استفيد من التنبيه وسيأتي يفيد إنه إنما استفيد من وجه آخر. قوله: (إلا يوم يأتيهم) أي: العذاب فيوم يأتيهم معمول لمصروفاً فالجملة فعلية وهي ليس مصروفاً اهـ. تقرير در دير.
  قوله: (ويقول المعربون) اعتراض من المصنف عليهم. قوله: (مكانها) وهو المحل الذي تقع فيه وهو ابتداء الكلام قوله: (ويهملون معناها) أي: الذي وضعت له وهو التنبيه أي والمناسب الالتفات للمعنى فيقولون حرف تنبيه ولا يقولون حرف الاستفتاح؛ لأنه موجود في حروف النداء والتحضيض والاستفهام أي مع إنهم لم يقولوا حرف استفتاح وبهذا تعلم الأولى أن يقولوا في لام الابتداء لام التوكيد اهـ. تقرير در دير.