· (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء
  ١١٧ - إِذَا مَا لَقِيتَ بَني مَالِكِ ... فَسَلّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ
  يُروى بضم «أيّ». وحروف الجر لا تعلق، ولا يجوز حذف المجرور ودخول الجار على معمول صلته ولا يستأنف ما بعد الجار.
  وجوز الزمخشري وجماعة كونها موصولة مع أن الضمّة إعراب، فقدروا متعلق النزع من كل شيعة وكأنه قيل: لننزعن بعض كل شيعة، ثم قُدِّر أنه سئل: مَنْ هذا البعض؟ فقيل: هو الذي هو أشد، ثم حذف المبتدآن المكتنفان للموصول، وفيه تعسُّف
  قوله: (وقول الشاعر) عطف على فاعل ويرد وهو له أن التعليق الخ اهـ تقرير دردير. قوله: (يروى بضم أي) ورواية الجر لا رد فيها لأنها معربة. قوله: (وحروف الجر لا تعلق) أي: عن العمل بسبب أي وهذا رد على يونس لأنه لما بني أيهم على الضم علم أنه في محل جر فلتكن في الآية في محل نصب. قوله: (لا يجوز حذف المجرور) رد على الخليل لأنه على مذهبه يصير التقدير فسلم على الذي يقال فيه أيهم.
  قوله: (ولا يستأنف) رد على الأخفش والكسائي. قوله: (ولا يستأنف ما بعد الجار) أي: للزوم حذف المجرور وبقاء الجار وحده، وإذا بطلت الأقوال الثلاثة في البيت تعين أن تكون أي فيه موصولة مبنية في محل جر قوله: (مع أن الضمة إعراب) أي: ضمه إعراب ظاهره أن الزمخشري وجماعة قالوا به فيعترض عليه بأن الزمخشري لم يصرح بأنها ضمة إعراب لأنه قال بجواز أن يكون من كل شيعة متعلق لننزعن كما في قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا}[مريم: ٥٠] وكأنه قيل من هذا البعض فقيل أيهم أشد فلم يتعرض لكونها ضمة بناء اهـ تقرير دردير قوله: (متعلق النزع) أي: معمول ننزع ومن تبعيضية دالة على المعمول المحذوف وهو بعض وليس من إسماً دالة على التبعيض؛ لأن من إنما تدل على التبعيض بواسطة العامل والمتعلق وليست دلالتها عليه بنفسها وإن كانت اسماً ويمكن أن المفعول من وهي في محل نصب لأنها اسم بناء على جواز إتيانها اسماً. قوله: (ثم حذف المبتدآن) أي: وهما لفظ هو قبل الذي وبعدها المكتنفان للموصول أي المحيطان به أو الكائنان بكنفيه أي ناحيتيه اهـ تقرير دردير قوله (وفيه تعسف) أي: لأن فيه حذف مفعول ننزع لأن من كل شيعة ليس مفعوله حقيقة وتقدير سؤال محذوف وحذف مبتدأين فاجتمعت عدة أمور وهي إن كانت جائزة لكن لما اجتمعت صارت تعسفاً.
١١٧ - التخريج: البيت لغسّان بن وعلة في الدرر (١/ ٢٧٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٣٥؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٣٦؛ وله أو لرجل من غسان في شرح المغني ١/ ٢٣٦؛ ولغسان في الإنصاف ٢/ ٧١٥؛ ولغسان أو لرجل من غسان في خزانة الأدب ٦/ ١٦؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٥٨؛ وجواهر الأدب ص ٢١٠؛ ورصف المباني ص ١٩٧؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٧؛ وشرح ابن عقيل ص ٨٧؛ وشرح المفصل ٣/ ١٤٧، ٤/ ٢١، ٧/ ٨٧؛ ولسان العرب ١٤/ ٥٩ (أيا)؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٤).