· (إذ) على أربعة أوجه
  وقول الأعشى [من المنسرح]:
  ١٢١ - إِنَّ مَحَلاً وإِنَّ مرتحلا ... وإِنَّ فِي السَّفْرِ إِذْ مَضَوْا مَهَلاً
  أي: إن لنا حُلُولاً في الدنيا، وإن لنا ارتحالاً عنها إلى الآخرة، وإن في الجماعة الذين ماتوا قبلنا إمهالاً لنا، لأنهم مَضَوْا قَبلنا وبقينا بعدهم. وإنما يصح ذلك كله على القول بأن «إذ» التعليلية حرف كما قدمنا.
  والجمهور لا يثبتون هذا القسم، وقال أبو الفتح: راجعتُ أبا علي مراراً في قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ}[الزخرف: ٣٩] الآية، مستشكلاً إبدال «إذ» من
  نعمتهم وقت كونهم قريشاً فيفيد أن كونهم قريشاً أمر طارئ عليهم فتعين أنها حرف، وقوله إذ مضوا لو جعلت ظرفاً لا نحل المعنى أن الإمهال وقت المضي وأيضاً مهلاً مصدر وإذ معموله فيلزم تقديم معمول المصدر عليه وهو لا يجوز فتعين أنها حرف للتعليل أي أن علة إنها لهم لنا أي تركنا بعدهم أنهم مضوا قبلنا وهذا معنى قول المصنف، وإنما يصح ذلك كله اهـ تقرير دردير. قوله: (أي أن لنا حلولاً الخ) أي: فمحلاً ومرتحلاً مصدر ميمي بمعنى حلول وارتحال وهو اسم أن وخبرها محذوف أي لنا. قوله: (وأن في الجماعة الخ) أي: فالسفر جمع سافر بمعنى مسافر على ما للأخفش أو اسم جمع على الحق. قوله: (وبقينا بعدهم) أي: فتحقق الإمهال إذ لم نمض معهم. قوله: (هذا القسم) أي: كونها للتعليل من أصلها حرفاً أو ظرفاً فقوله ومما حملوه الخ مبني على طريقة غير الجمهور. قوله: (أبو الفتح) تلميذ أبي علي.
= وتخليص الشواهد ص ٢٨١؛ والجنى الداني ص ١٨٩، ٣٢٤، ٤٤٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٣٣، ١٣٨؛ والدرر ٢/ ١٠٣، ٣/ ١٥٠؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٧، ٢/ ٧٨٢؛ والكتاب ١/ ٦٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٩٦؛ والمقتضب ٤/ ١٩١؛ والهمع ١/ ١٢٤؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣١٢؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٢؛ والمقرب ١/ ١٠٢).
المعنى: إنهم قد أعيدوا إلى كرمهم المعهود، وهم من قريش أشرف بني البشر.
١٢١ - التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص ٢٨٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤٥٢، ٤٥٩؛ والخصائص ٢/ ٣٧٣؛ والدرر ٢/ ١٧٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥١٧؛ والشعر والشعراء ص ٧٥؛ والكتاب ٢/ ١٤١؛ ولسان العرب ١١/ ٢٧٩ (رحل)؛ والمحتسب ١/ ٣٤٩؛ والمقتضب ٤/ ١٣٠؛ والمقرب ١/ ١٠٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٣٢٩؛ وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٤٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٢٧؛ ورصف المباني ص ٢٩٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٨، ٢/ ٦١٢؛ وشرح المفصل ٨/ ٨٤؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٣٠؛ ولسان العرب ١١/ ١٦٣ (جلل).
اللغة: محلاً مصدر ميمي من حلّ أي أقام ومرتحلاً: مصدر ميمي من ارتحل، أي سافر. السفر: المسافرين. مهلاً: تأخيراً وتمهلاً.
المعنى: إن حللنا وأقمنا وإن ارتحلنا ومتنا، فإن في المسافرين قبلنا عبرة وإمهالاً لنا لنتعظ.