· (إذا) على وجهين
  أجازوه من قولك: «فإذا زيد القائم» بالنصب، فينبغي أن يُوَجَّه هذا على أنه نعت مقطوع، أو حال على زيادة «أل»، وليس ذلك مما ينقاس. ومَنْ جوز تعريف الحال أو زعم أن «إذا» تعمل عمل «وجدت»، وأنها رفعت عبد الله بناء على أن الظرف يعمل وإن لم يعتمد، فقد أخطأ، لأن وجد» ينصب الاسمين، ولأن مجيء الحال بلفظ المعرفة قليل، وهو قابل للتأويل.
  والثالث: أنَّه مفعول به والأصل: فإذا هو يُساويها، أو فإذا هو يشابهها، ثم حذف الفعل فانفصل الضمير، وهذا الوجه لابن مالك أيضاً، ونظيره قراءة علي ¥: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}[يوسف: ١٤] بالنصب - أي نوجدُ عصبةً أو نُرَى عصبةً. وأما قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ}[الزمر: ٣]
  يعقل أن يقال إنه أقيم ضمير النصب مقام ضمير الرفع. قوله: (أن يوجه هذا) أي: التركيب إذا كان والمنصوب اسماً صريحاً وقوله على أنه أي الاسم الصريح وقوله: نعت مقطوع أي فهو مفعول لأعني أو أذكر قوله: (وليس ذلك) أي: القول بزيادة أل في الحال مما يقاس أي بل شاذ. قوله: (مما يقاس) أي: حتى يجوز في أي استعمال كان من غير سماع قوله: (وأنها رفعت عبد الله) أي: على أنه فاعل والمنصوب بعد كالقائم مفعول من حيث تضمنها قوله: (وأنها رفعت الخ) أي: فتكون إذا هي العاملة للرفع والنصب فيكون وجه غير الوجوه الخمسة فكان المناسب أن يذكره وجهاً مستقلاً سادساً، وإن كان قولها وإنها رفعت أي بناء على أن الخبر يرفع المبتدأ وأنه ماش على طريقة ابن الخياط فلا حاجة لذكره هنا؛ لأنه تقدم الرد عليه والمتبادر أنها رافعة لعبد الله على أنه فاعل وناصبة للقائم باعتبار التضمن فهو قول مستقل، وحينئذ فيرد عليه بما قال المصنف ويزاد عليه أنها لأي شيء رفعت ولم تنصب وأيضاً هل رفعت الفاعل من حيث تضمنها وجدت لا من حيث الظرفية.
  قوله: (وإن لم يعتمد) أي: على نفي أو استفهام قوله: (أخطأ) إنما أفرد لأن العطف بأو. قوله: (لأن وجدت الخ) هذا تعليل لخطأ صاحب الرأي الثاني. قوله: (تنصب الإسمين) أي: اللذين بعدها ويكون الفاعل ضميراً مستتراً فيها لأنها ترفع ما بعدها. قوله: (ولأن مجيء الحال) هذا تعليل لخطأ صاحب الرأي الأول. قوله: (إنه مفعول به) أي: لفعل هو الخبر. قوله: (ثم حذف الفعل) أي: وليس هذا استعارة وضمير موضع ضمير كالوجه الذي قبله قوله: (وهذا الوجه لابن مالك) هذا التوجيه وكذا ما بعده لا يطرد في الاسم الظاهر فيوجه بما سبق من أنه حال على زيادة أو أو نعت مقطوع اهـ تقرير دردير قوله: (أيضاً) أي: كالوجه الثاني. قوله: (عصبة بالنصب) أي: فعصبة مفعول خبر عن نحن فهو نظير في مطلق حذف الخبر الفعلي وإبقاء المفعول والمبتدأ اهـ. تقرير دردير. قوله: (وأما قوله تعالى) جواب عما يقال حيث خرج فإذا هو إياها