خطبة المؤلف
  وأرحته من التعب، وصيَّرت القاصي يناديه من كَتَب، وأن يُخضِر قلبه أن الجواد قد يكبو، وأن الصَّارم قد يَنبو، وأن النار قد تَخْبو، وأن الإنسان محل النسيان، وأن الحسنات يذهبن السيئات [من الطويل]:
  ١ - وَمَنْ ذا الذي تُرْضَى سَجاياه كُلُّها ... كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهُ
  وينحصر في ثمانية أبواب:
  الباب الأول: في تفسير المفردات وذكر أحكامها.
  الباب الثاني: في تفسير الجُمَل وذكر أقسامها وأحكامها.
  الباب الثالث: في ذكر ما يتردد بين المفردات والجمل، وهو الظرف والجار والمجرور، وذكر أحكامهما.
  الباب الرابع: في ذكر أحكام يكثر دَوْرُها، ويَقْبُح بالمُعربِ جَهْلُها.
  الباب الخامس: في ذكر الأوجه التي يدخل على المعرب الْخَلَلُ من جهتها.
  الباب السادس: في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصَّوابُ خلافها.
  الستر، ولم يعبر بيغفر إشارة لقوته وشدته أي: يستر ستراً قوياً. قوله: (في جنب الخ) أي: يجعل المساوئ مدفونة في جانب المحاسن بحيث يكون هذا الجانب مغطياً لتلك وساتراً عليها قوله: (من البعيد) أي: ما قربت له من البعيد أي المعاني البعيدة للأفهام. قوله: (الشريد) أي المشتت في الكتاب. قوله: (وأرحته) الواو للعطف لكن على المعنى من عطف علة على علة مأخوذة مما سبق أي: لأني فعلت به ما سبق وأرحته ولا يصح عطفه على قربته لما يلزم عليه من حذف العائد المجرور بما لم يجر به الموصول إن جعلت ما موصولة، أو يكون في الكلام حذف ما إن جعلت مصدرية. قوله: (يناديه من كتب) أي: بقربه وهذا كناية عن قرب المعاني للأفهام. قوله: (وأن يحضر) عطف على أن يغتفر، وقوله إن الجواد مفعول يحضر والجواد الفرس الجيد، وقوله يكبو أي: يسقط والصارم السيف وقوله: ينبو أي: يتقاعد عن القطع، وقوله تخبو أي تطفأ، وقوله محل النسيان، أي: لأنه مأخوذ منه أي إذا استحضر هذه الأمور كلها يغتفر ما وجده، وهذه الجمل معطوفة على قوله، وأن يحضر وفيها تلميح للمثل الذي تقوله العرب وفي الخيرة اقتباس.
  قوله: (من ذا الذي الخ) المرء يصح أن يكون بالنصب مفعول كفى، وأن تعد معايبه
١ - التخريج البيت ليزيد بن محمد المهلبي المتوفى سنة ٢٥٩ هـ، وهو من المولدين الذين لا يُستشهد بأشعارهم.