حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذا) على وجهين

صفحة 250 - الجزء 1

  إذ قيل: إن التقدير: يقولون ما نعبدهم، فإنّما حَسَّنه أن إضمار القولِ مُسْتَسْهل عندهم.

  والرابع: أنه مفعول مطلق، والأصل: فإذا هو يلسعُ لسعتها، ثم حذف الفعل كما تقول «ما زَيدٌ إلا شُربَ الإبل» ثم حذف المضاف نقله الشلوبين في حواشي المفصل عن الأعلم، وقال: هو أشبه ما وُجه به النصبُ.

  الخامس: أنه منصوب على الحال من الضمير في الخبر المحذوف، والأصل: فإذا هو ثابت مثلَهَا، ثم حذف المضاف فانفصل الضمير وانتصب في اللفظ على الحال على سبيل النيابة، كما قالوا: «قضيَّة وَلاَ أبا حَسَنٍ لهَا» على إضمار «مثل»، قاله ابن الحاجب في أماليه وهو وجه غريب، أعني انتصاب الضمير على الحال، وهو مبني على إجازة الخليل: «لَهُ صوتُ صَوْتُ الحمار» بالرفع صفة لـ «صوت»،


  على حذف الخبر الفعلي فكيف يحكم بشذوذه مع أنه ورد مثله في القرآن فتوافقا. قوله: (إذا قيل الخ) إنما قيد بذلك لتكون الآية على وفق المسألة المتلكم فيها وهي حذف خبر المبتدأ إذا كان فعلياً وإلا فإذا قلنا والذين اتخذوا مبتدأ، ويقولون المقدر حال من فاعل اتخذوا أو الخبر أن الله يحكم بينهم خرجت الآية من قبيل ما نحن فيه. قوله: (أن التقدير) أي: تقدير الخبر. قوله: (فإنما حسنه) جواب أما أي فإنما حسن هذا القول الذي حذف فيه الخبر الفعلي مع بقاء معموله أن فيه إضمار القول وهو مستسهل عندهم أي بخلاف المثال، فإن الخبر الفعلي المحذوف فيه ليس قولاً فلذا كان المثال غير مستحسن بل شاذ. قوله: (مستسهل عندهم) أي: عند العرب والنحاة.

  قوله: (والرابع إنه) أي: ضمير النصب وهو إياها قوله: (ما زيد إلا شرب الإبل) أي: إلا يشرب شرب الإبل. قوله: (ثم حذف المضاف) وهو لسعتها فصار الضمير منفصلاً نائباً مناب المفعول المطلق. قوله: (الخامس إنه) أي: ضمير النصب وهو إياها. قوله: (مثلها) أي: فمثل نكرة وإن أضيف لمعرفة لتوغله في الإبهام. قوله: (ثم حذف المضاف) أي: وهو مثل قوله: (وانتصب في اللفظ) أي: لا في التقدير وإلا فهو مضاف للحال لا لكن عند حذف المضاف إليه مقامه في النصب على الحال. قوله: (قضية) أي: هذه قضية، وقوله ولا أبا حسن الخ نافية وأبا اسمها مضاف وحسن مضاف إليه، وأبا حسن كنية علي بن أبي طالب فهو معرفة بالعلمية فيلزم عليه أن لا عملت في معرفة وهو ممنوع والجواب أن في الكلام مضافاً محذوفاً أي ولا مثل أبي فحذف مثل وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب فصار أباً قوله: (وهو وجه غريب الخ) أي: لأن الحال لا يكون معرفة خصوصاً والضمير أعرف المعارف. قوله: (على الحال) أي: على سبيل النيابة.

  قوله: (وهو) أي: مجيء الحال ضميراً قوله: (له صوت) مبتدأ وخبر وقوله صوت الحمار صفة لصوت أي الأول الذي هو نكرة مع أن هذا معرفة؛ لأنه مضاف للمعرف ولا