حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذا) على وجهين

صفحة 251 - الجزء 1

  بتقدير «مثل»، وأما سيبويه فقال: هذا قبيح ضعيف، وممن قال بالجواز ابن مالك، قال: إذا كان المضاف إلى معرفة كلمة «مثل» جاز أن تَخْلُفها المعرفة في التنكير، فتقول: «مررتُ برجل زهير» بالخفض صفة للنكرة، و «هذا زيد زهيراً» بالنصب على الحال، ومنه قولهم: «تفرّقوا أيادي سَبَا»، و «أيدي سبا» وإنما سكنت الياء مع أنهما منصوبان لثقلهما بالتركيب والإعلال كما في «معد يكرب» و «قالي قلا».

  والثاني من وَجْهَيْ «إذا» أن تكون لغير مُفاجأة، فالغالب أن تكون ظرفاً للمستقبل


  توصف النكرة بالمعرفة، وجوابه أنه على حذف أي مثل صوت الحمار. قوله: (بتقدير مثل) أي: ففي الحقيقة إنما وصفت النكرة بنكرة إذ مثل لا يزول تنكيرها بإضافتها لمعرفة لتوغلها في الإبهام، ثم إنه حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فلم يستنكر وصف النكرة بصوت مع كونه معرفة لأن الوصف به بطريق النيابة لا بطريق الأصالة فهذا مثل ما أجازه ابن الحاجب من وقوع الضمير حالاً على سبيل النيابة قوله: (فقال هذا) أي: له صوت صوت الحمار بالرفع. قوله: (قبيح ضعيف) أي: ولا يخرجه من القبح تقدير مثل وإلا لجاز قولك هذا قصير الطويل على تقدير قصير مثل الطويل ولا يجوز ذلك. قوله: (وممن قال بالجواز) بجواز وقوع الضمير حالاً ووصف النكرة بالمعرفة إذا كان المعنى على تقدير مثل قوله: (جاز أن تخلفها المعرفة) أي: بعد حذفها. قوله: (صفة للنكرة) أي: مثل زهير قوله: (بالنصب على الحال) أي: حال كونه مثل زهير وإلا فزهير معرفة فلا يقع حالاً قوله: (تفرقوا أيادي سبا) أي: حال كونهم مثل أيدي أو أيادي سبا وإلا فأيدي وأيادي معرفة لإضافتهما لسبا الذي هو علم على أبي القبيلة. قوله: (أيادي) جمع كأيدي وعلى كل حال منصوب على الحالية من فاعل تفرقوا، وأيادي وأيدي معرفة لإضافتهما لسبا الذي هو علم على الرجل أبي القبيلة والمراد بالأيادي الأولاد لأنهم يتقى بهم ويبطش كما يتقى ويبطش بالأيادي المعلومة أي حال كونهم مثل أيادي أي أولاد سبا حيث مزقهم الله كل ممزق حين أرسل عليهم سيل العرام أي المطر الشديد، وسبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو قبائل اليمن اهـ تقرير دردير. قوله: (وإنما سكنت الخ) جواب عما يقال لو كان أيدي أيادي حالاً لفتحت الباء قوله: (وإنما سكنت الياء) أي: مع أنهما منصوبان على الحالية قوله: (مع أنهما) أي: الكلمتان أي أيدي وأيادي. قوله: (بالتركيب) أي: الإضافي قوله: (والإعلال) أي: لأن آخره حرف علة وهو الياء. قوله: (كما في معد يكرب) أي: بناءً على أنه مركب إضافي حتى يكون الإعراب على الياء وكرب مصروف منون ومعدي كرب علم على رجل وهو ثقيل بالتركيب الإضافي، والإعلال بالياء وقوله وقالي قلا مركب إضافي في علم على بلد، وقوله كما في معد يكرب وقالي قلا أي فإنهما لا يتأثران لفظاً بالعوامل مع جعل الأول مضافاً إلى الثاني فالياء في معدي ساكنة دائماً على سبيل التعيين كما في التسهيل.

  قوله: (ظرفاً للمستقبل) أي: ظرفاً موضوعاً للمستقبل من الزمن فانحل الإشكال