خطبة المؤلف
  أو نَصْب بالفعل المذكور على حد قوله [من الكامل]:
  ٣ - [لَدْنُ بِهَزُ الْكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ] ... فِيهِ كَما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثعلبُ
  وكذلك يُكرّرون الخلاف في جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الخافض، وعلى الضمير المتصل المرفوع من غير وجودِ الفاصل، وغير ذلك مما إذا استقصي أمل القلم، وأعقب الشَّأم؛ فجمعت هذه المسائل ونحوها مُقرَّرة محرَّرة في الباب الرابع من هذا الكتاب، فعليك بمُراجعته، فإنّك تجد به كنزاً واسعاً تنفق منه، وَمَنْهلاً سائغاً تَرِدُهُ وتَصْدر عنه.
  والأمر الثاني: إيراد ما لا يتعلق بالإعراب كالكلام في اشتقاق اسم، أهو من
  قوله: (الأصابع) فاعل أشارت وقوله: بالأكف حال منها أي أشارت الأصابع حالة كونها مع الأكف، أي فالإشارة لمجموع الأصابع والأكف وفيه مزيد ذم لهذه القبيلة. قوله: (كما عسل الخ) قبله:
  لدن بهز الكف يعسل متنُهُ
  فيه كما عسل الخ، وقوله فيه يعسل أي يضطرب وقوله لدن أي رمح لدن لين وقوله على حد قوله أي في مطلق الجر بالمحذوف لا في خصوصية الجر به من حيث كونه شاذاً وإلا فالبيت شاذ؛ لأن حذف الجار فيه وفي الآخر كذلك ليس مع وجود أن أو أن بخلاف ما في الآيتين فليس بشاذ. قوله: (وكذلك يكررون الخلاف في جواز العطف الخ) الجواز مطلقاً مذهب الكوفيين ويونس والأخفش والمنع في السعة والجواز في الضرورة مذهب أكثر البصريين. قوله: (أمل القلم) أي: أحدث فيه السآمة. قوله: (تجد به) وفي نسخة فيه الخ شبه الباب الرابع فيما حواه من كثرة المعاني مع سهولتها بأرض متسعة فيها كنز ومنهل على طريق المسكنية وإثبات الكنز تخييل أو شبه مسائل هذا الباب بكنز على طريق الاستعارة المصرحة وتنفق منه ترشيح ثم شبه المسائل أيضاً بمنهل واستعار المنهل لها على طريق المصرحة وترد وتصدر ترشيح اهـ تقرير دردير.
  قوله: (إيراد ما لا يتعلق بالإعراب) أي: إيراد الشيء لا يتعلق أي: فذكرها فضول
٣ - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في (تخليص الشواهد ص ٥٠٣؛ وخزانة الأدب ٣/ ٨٣، ٨٦؛ والدرر ٣/ ٨٧٦؛ وشرح أشعار الهذليين ص ١١٢٠؛ وشرح التصريح ١/ ٣١٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٥٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٥٥؛ والكتاب ١/ ٣٦، ٢١٤؛ ولسان العرب ٧/ ٤٢٨ (وسط)، ١١/ ٤٤٦ (عسل)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٤٤؛ ونوادر أبي زيد ص ١٥ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٨٠؛ وجمهرة اللغة ٨٤٢؛ والخصائص ٣/ ٣١٩؛ وشرح الأشموني ١/ ١٩٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٠٠).
شرح المفردات: اللدن اللين يعسل: يتحرّك المتن: الظهر.
المعنى: يقول واصفاً رمحه بأنّه يهتز بيده للينه كما يهتز ظهر الثعلب السائر على الطريق.