حرف جر لأربعة عشر معنى
  ١٥١ - [عُمَيْرَةَ وَدُعْ إِن تَجَهَّزْتَ غَازِيَا] ... كَفَى الشَّيْبُ والإِسْلامُ لِلمَرْءِ نَاهِيا
  ووجه ذلك - على ما اخترناه - أنه لم يستعمل «كفى» هنا بمعنى: اكتف.
  ولا تزاد الباء في فاعل «كَفَى» التي بمعنى: «أَجْزَا» و «أغنى»، ولا التي بمعنى «وقى»، والأولى متعدّية لواحد كقوله [من الوافر]:
  ١٥٢ - قَلِيلٌ مِنْكَ يَكْفِينِي، وَلكِنْ ... قَلِيلُكَ لا يقال لَهُ قَلِيلُ
  والثانية متعدية لاثنين كقوله تعالى: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}[الأحزاب: ٢٥]، {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}[البقرة: ١٣٧]. ووقع في شعر المتنبي زيادة الباء في فاعل «كفى» المتعدية لواحد، قال [من الطويل]:
  قوله: (كفى الشيب الخ) أوله:
  عميرة ودع إن تجهزت غازيا
  كفى الشيب الخ فكان الجاري على الغالب أن يقال كفى بالشيب. قوله: (ووجه ذلك) أي: التجرد من الباء قوله: (على ما اخترناه) وهو قول الزجاج، والحاصل أن الخلاف بين الزجاج والجمهور إنما هو فيما إذا وقعت الباء بعد كفى فالجمهور على أنها زائدة وما بعدها فاعل، والزجاج يقول الفعل مضمن معنى اكتف والباء أصلية والفاعل ضمير مستتر، فإن لم تأت الباء بعد كفى فما بعدها فاعل باتفاق ولا تضمين. قوله: (وأغنى) تفسير لأجزاً. قوله: (يكفيني) أي: يجزيني فالياء مفعول فقد تعدت لواحد. قوله: (والثانية متعدية لاثنين) أي: كما أن وقى كذلك تقول وقيته الشر أي منعته إياه. قوله: (وكفى الله المؤمنين القتال) أي: منعهم منه. قوله: (المتعدية لواحد) وهي التي بمعنى أجزاً.
١٥١ - التخريج: البيت السحيم عبد بني الحسحاس في (ديوانه ص ١٦؛ والإنصاف ١/ ١٦٨؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٦٧، ٢/ ١٠٢، ١٠٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ١٤١؛ وشرح التصريح ٢/ ٨٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٢٥؛ والكتاب ٢/ ٢٦، ٤/ ٢٢٥؛ ولسان العرب ١٥/ ٢٢٦ (كفى)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٦٥؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٤٤؛ وأوضح المسالك ٣/ ٢٥٣؛ وشرح لأشموني ٢/ ٣٦٤؛ وشرح عمدة الحافظ. ص ٤٢٥؛ وشرح المفصل ٢/ ١١٥، ٧/ ٨٤، ١٤٨، ٨/ ٢٤، ٩٣، ١٣٨، ولسان العرب ١٥/ ٣٤٤ (نهى)).
اللغة: شرح المفردات: عميرة اسم امرأة. تجه: تهيأ. ناهياً: مانعاً.
المعنى: يدعو الشاعر إلى ترك مواصلة الغواني، والتخلّي عن اللهو، لأن الشيخوخة والإسلام يردعان ذلك.
١٥٢ - التخريج: البيت لأبي النصر أحمد بن علي الميكالي في (معاهد التنصيص ٣/ ٢٥٩، وردّ ذلك البغدادي في شرح أبيات المغني ٢/ ٣٤٣).
المعنى: إن كرمك مهما صغر وقلّ، فهو كثير جم، وأنا يكفيني منه هذا القليل.