حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 369 - الجزء 1

  وقول الآخر [من الطويل]:

  ٢٠٩ - أَلاَ رُبَّ مَوْلُودِ وَلَيْسَ لَهُ أَبْ ... وَذِي وَلَدِ لَمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ

  وَذِي شَامَةٍ غَرَّاءَ في حُرِّ وَجْهِهِ ... مُجَلَّلَةِ لا تَنْقَضِي لأوَانِ


  أبيض يطلب بقلة سقي المطر بذاته إن قلت أن النبي قد استسقى مراراً متعددة قلت هذا بعد النبوة واستسقاء عبد المطلب به قبل نبوته ومدحه له بهذه القصيدة كان مرة واحدة، وذلك أن قريشاً تتابعت عليها سنوات جدب في حياة عبد المطلب فارتفع هو ومن حضره من قريش على أبي قبيس فقام عبد المطلب وحمل النبي على عاتقه وهو غلام قد أيفع وقد كرب، ثم دعا فسقوا في الحال فقد علمت أن التقليل منصب على الاستسقاء ويصح أن يكون منصباً على قوله وأبيض أي إن الأبيض الذي يستسقى به المطر قليل إذ لم يوجد منه إلا فرد واحد وهو النبي كان الاستسقاء به قليلاً أو كثيراً هذا والحق أن أبيض عطف على سيداً في البيت السابق في قوله:

  وما ترك قوم لا أبا لك سيداً ... يحوط الذمار غير ذرب مواكل

  قوله غير ذرب أي غير عجل في الأمور والذمار ما يجب على الإنسان أن يحميه من أو غيره، والمواكل الذي يتكل على غيره لضعف رأيه وليس من باب حذف رب لأنه بعيد. قوله: (بوجهه) أي: بذاته وقوله ثمال اليتامى أي حافظ للأرامل أي المساكين رجالاً ونساءً وهو حال، وكذا عصمة أو إنهما بالرفع خبر لمحذوف. قوله: (ألا رب مولود الخ) أي: قل وجود مولود لا أب له لأنه لم يوجد من ذلك إلا فرد واحد وهو عيسى # وقل وجود ذي ولد ليس له أبوان لأنه لم يوجد منه إلا فرد واحد وهو آدم قوله: (لم يلده) أصله لم يلده فخففت اللام بالتسكين لأجل الضرورة وحركت الدال لالتقاء الساكنين وفتحت للتخفيف ويجوز ضمها إتباعاً لحركة الهاء. قوله: (وذي شامة) أي: وقل وجود ذي شامة أي نكتة مخالفة للون الجسم وحر الوجه ما بدا من الوجنة وهو ما ارتفع من الخد ووصف الشامة بالغراء غير مناسب لأنها تأنيث الأغر وهو الأبيض وشامة القمر سوداء، وكذا وصفها بمجللة فإن معناه تامة التغطية وليس هذا شأن الشامة وقد أنشد بعضهم هذا البيت:


٢٠٩ - التخريج: البيت لرجل من أزد السراة في (شرح التصريح ٢/ ١٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٧؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٢؛ والكتاب ٢/ ٢٦٦، ٤/ ١١٥؛ وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب ٢/ ٣٨١؛ والدرر ١/ ١٧٣، ١٧٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٥٤؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ١٩؛ والجنى الداني. ص ٤٤١؛ والخصائص ٢/ ٣٣٣؛ والدرر ٤/ ١١٩؛ ورصف المباني ص ١٨٩؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٨؛ وشرح المفصل ٤/ ٤٨، ٩/ ١٢٦؛ والمقرب ١/ ١٩٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٥٤، ٢/ ٢٦).

شرح المفردات: مولود ليس له أب ربما عيسى ابن مريم. ذو ولد لم يلده أبواه: هو آدم أبو البشر، وقيل: القوس لأنها تؤخذ من شجرة معينة.