حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الباب الأول في تفسير المفردات، وذكر أحكامها

صفحة 37 - الجزء 1

  · أحدها: جواز حذفها، سواء تقدَّمت على «أم» كقول عمر بن أبي ربيعة [من الطويل]:

  ٦ - بَدَا لِيَ مِنْهَا مِعْصَمٌ حِينَ جَمَّرَتْ ... وكَفِّ خَضِيبٌ زُيِّنَتْ بِبَنَانِ

  فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي، وإِن كُنتُ دَارِياً، ... بِسَبْعِ رَمَيْتُ الْجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ؟

  أراد أبسبع، أم لم تتقدمها كقول الكُمَيْتِ [من الطويل]:

  ٧ - طَرِبْتُ وَمَا شَوْقاً إلى الْبِيضِ أَطْرَبُ ... وَلا لَعِباً مِني وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ


  دخولها على المقصور عليه فهو نادر حتى أنه أنكر وإن كان هو المتبادر من قولك خصصتك مثلاً بالعبادة. قوله: (بأحكام) أي: أربعة كما ذكرها مفصلة. قوله: (جواز حذفها) أي: وحدها وأما مع مدخولها فليس مخصوصاً بها بل غيرها يشاركها في ذلك. قوله: (سواء أتقدمت) في نسخة سواء تقدمت وهي على حذف الهمزة التي الكلام فيها؛ لأنها همزة التسوية والأصل فيها الاستفهام والكلام في الاستفهام الشامل لما يعم المجازي وقوله على أم أي: المعادلة لها قوله: (عمر بن أبي ربيعة) ولد ليلة مات عمر بن الخطاب. قوله: (معصم) هو وضع السوار وهو ما تحت الكف وقوله: جمرت أي رمت الجمار وقوله: وكف الواو للعطف على معصم. قوله: (خضيب) أي: مخضوبة أي: الكف إما بحناء أو غيرها مما تتزين به النساء، وقوله: زينت أي: الكهف فهي مؤنثة وقوله: ببنان أي أطراف الأصابع. قوله: (فوالله) وفي نسخة لعمرك ما أدري أي الآن، وإن كنت دارياً قبل أو من أهل الدراية وهي جملة معترضة بين أدري ومعمولها المعلق عنه وهو بسبع وقوله رمين أي البنان أو هي وصواحباتها. قوله (أم لم تتقدمها) أي: أم لم تتقدم عليها وفي نسخة أم لم تتقدم.

  قوله: (الكميت) بالتصغير أي: قوله في مرتبة أهل البيت وما أصابهم. قوله: (طربت) بفتح الراء وكسرها والطرب خفة تحصل من شدة فرح أو حزن. قوله: (إلى


٦ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ديوانه ص ٢٦٦؛ والأزهية ص ١٢٧؛ وخزانة الأدب ١١/ ١٢٢، ١٢٤، ١٢٧، ١٣٢؛ والدرر ٦/ ١٠٠؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٥١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣١؛ وشرح المفصل ٨/ ١٥٤؛ والكتاب ٣/ ١٧٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٤٢؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٣٥؛ والجنى الداني ص ٣٥، ورصف المباني ص ٤٥، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٠؛ والصاحبي في فقه اللغة. ص ١٨٤؛ والمحتسب ١/ ٥٠؛ والمقتضب ٣/ ٢٩٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٢).

المعنى: يقول من شدّة ذهوله إنّه لم يعرف عدد الجمار التي رميت بها أسبع أم ثمان.

٧ - التخريج: البيت للكميت في (جواهر الأدب ص ٣٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ٣١٣، ٣١٤، ٣١٥، ٣١٩، ١١/ ١٢٣؛ والدرر ٣/ ٨١؛ وشرح شواهد المغني. ص ٣٤؛ والمحتسب ١/ ٥٠، ٢/ ٢٠٥؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١١٢؛ وبلا نسبة في الدرر ٥/ ١١٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٩).