حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الباب الأول في تفسير المفردات، وذكر أحكامها

صفحة 38 - الجزء 1

  أراد أو ذو الشيب يلعب؟ واختلف في قول عمر بن أبي ربيعة [من الخفيف]:

  ٨ - ثُمَّ قَالُوا: تُحِبُّهَا؟ قُلْتُ: بَهْراً ... عَدَدَ الرَّمْلِ وَالْحَصَى وَالتُّرَابِ

  فقيل: أراد أتحبها؛ وقيل: إنّه خبر، أي أنت تُحبّها؛ ومعنى «قلت بَهْراً» قلت أحبها حبًّا بَهَرَني بَهْراً، أي غَلَبَني غلبة؛ وقيل معناه عجباً. وقال المتنبي [من البسيط]:

  ٩ - أَحْيا وَأَيْسَرُ مَا قَاسَيْتُ مَا قَتَلا، ... وَالْبَيْنُ جَارَ عَلَى ضَعْفِي وَمَا عَدَلَا


  البيض) أي: النساء البيض أي أنه حصل لي خفة ولكن ليس من سبب النساء ولا من أجل الصبه بل من أجل الحزن على أهل البيت للحوق المحن بهم. قوله: (أراد أو ذو الخ) أي: لأصحاب الشيب أن يلعبوا فهي استفهام إنكاري قوله: (فقيل أراد أتحبها) أي: فالكلام من قبيل الاستفهام فهو إنشاء قوله: (وقيل أنه خبر) مراده به ما قابل الإنشاء وقوله: أنت الخ الأصرح في إفادة أن الكلام من قبيل الإخبار أن يقول أي: لأنت تحبها إذ لا يتوهم مع لام الابتداء أن هناك همزة محذوفة بخلاف ما إذا تركت. قوله: (قلت أحبها حباً بهرني الخ) الأولى أن يقول قلت بهرني حبها بهراً محافظة على اختصار المقدر ما أمكن. قوله: (بهرني بهرا) أي فبهراً مفعول مطلق حذف عامله جوزاً والجملة صفة موصوف محذوف على ما قدره قوله: (عجباً) أي: قلت أحبها حباً عجباً. قوله: (وقال المتنبي) إنما لم يقل وكقول الخ إشارة إلى أنه مثال لحذف الهمزة لا شاهد لما ادعاه إذ هو من المولدين لا يحتج بكلامه في اللغة العربية. قوله: (والأصل أحيا الخ) وقيل: إن


= اللغة: طربت: اهتززت شوقاً أو حزناً. البيض: الحسناوات لعباً لهوا. ذو الشيب: الرجل الكبير.

المعنى: هزني الشوق (أو الحزن) لكن طربي لم يكن لحسناء فقدتها (أو سألقاها)، ولم يكن لهوا، فكبير العمر مثلي لا ينبغي له اللهو.

٨ - التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ديوانه ص ٤٣١؛ والأغاني ١/ ٨٧، ١٤٨؛ وأمالي المرتضى ٢/ ٢٨٩؛ والدرر ٣/ ٦٣؛ وجمهرة اللغة ص ٣٣١؛ والخصائص ٢/ ٢٨١؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٦٧؛ وشرح شواهد المغني ٣٩؛ وشرح المفصل ١/ ١٢١؛ ولسان العرب ٤/ ٨٢ (بهر)؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٣٤٥؛ والكتاب ١/ ٣١١؛ وكتاب اللامات. ص ١٢٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٨٨). اللغة: بهراً: غلبة وقهراً.

المعنى: يسألونه هل تحبها؟ فيجيب: أحبها مرغماً مغلوباً على أمري، بحب لا ينتهي. كعدد ذرات الرمل والحصى والتراب.

٩ - التخريج البيت للمتنبي في (ديوانه ٣/ ٨٢؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٢٥).

اللغة: أيسر: أسهل وأقلّ. البين: الفراق جار: ظلم. عدل: أنصف.

المعنى: أتراني أحيا؟! وأسهل شيء مما أقاسيه وأعانيه، ما يقتل ويميت الآخرين، والفراق ظالم لضعفي وكبري، ولم ينصفني أبداً.