حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (على) على وجهين

صفحة 392 - الجزء 1

  الثاني: المصاحبة كـ «مَعَ»، نحو: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}⁣[البقرة: ١٧٧]، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}⁣[الرعد: ٦].

  الثالث: المجاوزة كـ «عَنْ»، كقوله [من الوافر]:

  ٢٢٣ - إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللَّهِ أَعْجَبَني رِضَاهَا

  أي عَنِّي، ويحتمل أن «رَضِيَ» ضُمِّنَ معنى «عَطَفَ»، وقال الكسائي: حمل على نقيضه وهو «سَخِطَ»، وقال [من المنسرح]:

  ٢٢٤ - فِي لَيْلَةٍ لا نَرَى بها أَحَداً ... يحكي عَلَيْنا الأكَوَاكِبُها

  أي: عَنَّا، وقد يقال: ضمَّن «يَحْكي» معنى «يَنمُ».


  استعلاؤه معنوي اهـ تقرير دردير قوله: (وآتى المال على حبه) أي: مع حبه له. قوله: (على ظلمهم) أي: مع ظلمهم قوله: (أي عني) قال تعالى ¤: ورضوا عنه. قوله: (ضمن معنى عطف) أي: فهن حينئذ على بابها لا شاهد فيها. قوله: (حمل) أي: رضي قوله: (على نقيضه) أي: انه لما كان نقيضه يتعدى بعلى عدي رضي بعلى حملاً عليه؛ لأن الشيء قد يحمل على نقيضه كما يحمل على نظيره. قوله: (أي عنا) يقال حكيت عن زيد كذا قوله: (ينم) بفتح الياء وكسر النون وتشديد الميم بأنه ضرب وقتل


٢٢٣ - التخريج: البيت للقحيف العقيلي في (أدب الكاتب ص ٥٠٧؛ والأزهية ص ٢٢٧؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٣٢، ١٣٣؛ والدرر ٤/ ١٣٥؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤١٦؛ ولسان العرب ١٤/ ٣٢٣ (رضي)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٨٢؛ ونوادر أبي زيد ص ١٧٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١١٨؛ والإنصاف ٢/ ٦٣٠؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٤؛ والجنى الداني ص ٤٧٧؛ والخصائص ٢/ ٣١١، ٣٨٩ ورصف المباني ص ٣٧٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٥٤؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٥؛ وشرح المفصل ١/ ١٢٠؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٤٤ (يا)؛ والمحتسب ١/ ٥٢، ٣٤٨؛ والمقتضب ٢/ ٣٢٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٨).

شرح المفردات: بنو قشير: هم قوم قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، اشتركوا في الفتوحات الإسلامية.

المعنى: يقول: إذا رضيت عني بنو قشير سرّني رضاها وأراح بالي لما له من تأثير عظيم علي.

٢٢٤ - التخريج: البيت لعدي بن زيد في (ملحق ديوانه ص ١٩٤؛ والدرر ٣/ ١٦٤؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٧٦، ١٧٧؛ والكتاب ٢/ ٣١٢؛ ولعدي بن زيد أو لبعض الأنصار في شرح شواهد المغني ص ٤١٧؛ ولأحيحة بن الجلاح في الأغاني ١٥/ ٣١؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٤٨، ٣٥٠، ٣٥٣؛ وبلا نسبة في الكتاب ٢/ ٢١٨؛ والمقتضب ٤/ ٤٠٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٢٥).

المعنى: سهرنا في ليلة أنس حلوة، لم يكن فيها رقيب ينم علينا، نام الجميع، وغفلوا عنا عدا كواكب ونجوم السماء.