حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عن) على ثلاثة أوجه:

صفحة 416 - الجزء 1

  من كلامهم، وقال ابن مالك: عندي أنها ناقصة أبداً، ولكن سَدَّت «أن» وصلتها في هذه الحالة مسدَّ الجزأين كما في: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا}⁣[العنكبوت: ٢]، إذ لم يقل أحد: إن «حَسِبَ» خرجَتْ في ذلك أصلها.

  الثالث والرابع والخامس: أن يأتي بعدها المضارع المجرّد، أو المقرون بالسين، أو الاسم المفرد، نحو: «عَسَى زَيْدٌ يَقُومُ»، و «عَسَى زَيْدٌ سَيَقُومُ»، و «عَسى زيد قائماً» والأول قليل كقوله [من الوافر]:

  ٢٤٧ - عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ ... يكونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيب

  والثالث أقل كقوله [من الرجز]:


  نحو عسى أن يقوم زيد. قوله: (تسند) أي: بدون ذكر اسم ظاهر بعدها نحو عسى أن يقوم زيد والمعنى عسى قيام زيد قوله: (فتكون فعلاً تاماً) أي: وان يقوم زيد مؤول بمصدر فاعلها قوله: (سدت أن وصلتها الخ) والظاهر أن المحل رفع فقط اعتباراً بالأشرف. قوله: (ولكن سدت الخ) أي: فإن يقوم ساد مسد اسمها وخبرها أي: أنها وقعت في محل اسمين لو جيء بهما لكان أحدهما مرفوعاً والآخر منصوباً. قوله: (أحسب الناس) أي: فالناس فاعل وقوله: أن يتركوا سد مسد المفعولين.

  قوله: (إذ لم يقل أحد أن حسب خرجت في ذلك أن أصلها) فكذلك عسى عن تكرهوا شيئاً لم تخرج عن أصلها، بل قد يقال في الموضعين سدت أن وصلتها مسد الجزأين ولا فرق. قوله: (خرجت في ذلك) أي: التركيب عن أصلها، أي: من تعديتها المفعولين.

  قوله: (الثالث والرابع والخامس) أي: من الأوجه التي تشتمل عليها. قوله: (أن يأتي بعدها المضارع) أي: الفعل المضارع المجرد أي من أن حملاً لها على ما. قوله: (أو المقرون بالسين) أي: لمشاركتها لأن في الدلالة على الاستقبال. قوله: (أو الاسم المفرد) أي: لتضمن عسى لمعنى كان فأجري في الاستعمال مجرداً، والمراد بالمفرد ما قابل الجملة، وإن كان جمعاً قوله: (الكرب) أي: الحزن. قوله: (فرج) هو كشف الغم.


٢٤٧ - التخريج: البيت لهدبة بن خشرم في (خزانة الأدب ٩/ ٣٢٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٤٢؛ والدرر ٢/ ١٤٥؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٦؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٩٧؛ وشرح شواهد المغني ص ٤٤٣؛ والكتاب ٣/ ١٥٩؛ واللمع ص ٢٢٥؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٨٤؛ وبلا نسبة في أسرار العربية. ١٢٨؛ وتخليص الشواهد ص ٣٢٦؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣١٦؛ والجنى الداني ص ٤٦٢؛ وشرح ابن عقيل ص ١٦٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٨١٦؛ والمقرب ١/ ٩٨؛ وشرح المفصل ٧/ ١١٧، ١٢١؛ والمقتضب ٣/ ٧٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٠).

شرح المفردات الكرب الهم والغم.