حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عن) على ثلاثة أوجه:

صفحة 417 - الجزء 1

  ٢٤٨ - أكثَرْتَ في اللَّوْمِ مُلِحًا دَائما ... لا تُكْثِرَنْ إِنِّي عَسِيتُ صائما

  وقولهم في المثل: «عسى الْغُوَيْرُ أَبْؤساً» كذا قالوا والصواب أنهما مما حذف فيه الخبر، أي: «يكون أبؤساً»، و «أكون صائماً»، لأن في ذلك إبقاء لها على الاستعمال الأصلي، ولأن المرجو كونه صائماً، لا نفس الصائم.

  والثاني نادر جداً كقوله [من الطويل]:

  ٢٤٩ - عَسَى طبئٌ مِن طَيِّئ بَعْدَ هَذِهِ ... سَتُطْفِيء غَلَاتِ الْكُلَى وَالْجَوانِحِ


  قوله: (أكثرت في اللوم) في نسخة في العذل والعذل هو الملامة والإلحاح الملازمة والدوام. قوله: (الغوير) اسمها وأبؤساً خبرها والغوير اسم ماء لبني كلب وهذا المثل للزباء وعسى هنا للإشفاق أي: أخاف أن يأتي الشر من جهته وقالته حين جاءها قصير بالرجال في الغرائر، وكان الغرير في طريقه، وصارت الجمال تمشي بالهوينا في صورة هدية لأجل قتلها حتى قالت:

  ما للجمال مشيها وئيداً ... أجندلا يحلمن أم حديدا

  قوله: (والصواب أنهما) أي: الشعر والمثل قوله: (إبقاء لهما) أي: للمثالين وفي نسخة لها أي لعسى وقوله على الاستعمال الأصلي أي: الغالب وهو كون الخبر مضارعاً مقرناً بأن المصدرية. قوله: (عسى طيء) أي: أترجى أن ينتصر بعض طيء على بعضها الباغي بعده هذه الواقعة الراهنة والغلة الحرارة مضمومة الأول معجم كالكلية والجوانح الأضلاع قوله: (ستطفئ) أي: تغلب وقوله غلات غلة جمع وهي شدة العطش والمراد حرارة الكلى جمع كلية والجوانح أي: الضلوع، أي: وغلات الضلوع.


٢٤٨ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحقات ديوانه ص ١٨٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣١٦، ٣١٧، ٣٢٢؛ والخصائص ١/ ٨٣؛ والدرر ٢/ ١٤٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٨٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٦١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٧٥؛ وتخليص الشواهد ص ٣٠٩؛ وخزانة الأدب ٨/ ٣٧٤، ٣٧٦؛ والجنى الداني ص ٤٦٣؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٨؛ وشرح شواهد المغنى ص ٤٤٤؛ وشرح المفصل ٧/ ١٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٠).

اللغة: اللوم: العتاب. ملحاً: ملجاً.

٢٤٩ - التخريج: البيت لقسام بن رواحة في (خزانة الأدب ٩/ ٣٤١؛ والدرر ٢/ ١٤٨؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٩٦٠؛ وشرح شواهد المغني. ص ٤٤٥؛ والمؤتلف والمختلف ص ١٢٤؛ ومعجم الشعراء ص ٣٤٠؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٦٠؛ وحاشية يس على شرح التصريح ١/ ١٠٦؛ وشرح المفصل ٨/ ١٤٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٠).

اللغة: طيّئ؛ قبيلة حاتم الطائي. غلات: شدة العطش. الكلى: جمع كلية وهي معروفة الجوانح: جمع جانحه وهي الضلع القصيرة.

المعنى: المرجو أن يثأر ذوو القتلى لقتلاهم في المستقبل، فتسكن النفوس وتبرد القلوب.