حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الباب الأول في تفسير المفردات، وذكر أحكامها

صفحة 43 - الجزء 1

  أقل لفظاً، مع أن في هذا التجوز تنبيهاً على أصالة شيء في شيء، أي في أصالة الهمزة في التصدير، وأما الثاني فلأنه غير ممكن في نحو {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ}⁣[الرعد: ٣٣] وقد جَزَم الزمخشري في مواضع بما يقوله الجماعة، منها قوله في: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى}⁣[الأعراف: ٩٧]: إنه عطف على {فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}⁣[الأعراف: ٩٥] وقوله في: {أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ١٦ أَوَآبَاؤُنَا}⁣[الواقعة: ٤٧ - ٤٨] فيمن قرأ بفتح الواو: إن {آبَاؤَنَا} عطف على الضمير في {بْعُوثُونَ}، وإنه اكتفى


  وهو خلاف الأصل كذلك ما قلتموه فيه تقديم الهمزة التي هي جزء من المعطوف وهو خلاف الأصل فقد تعادلا. قوله: (بتقديم بعض المعطوف) أي: على العاطف. قوله: (فقد يقال أنه) أي: تقديم الهمزة أسهل منه أي من حذف الجملة وفيه أن الحذف والتقدير جارٍ على الأصل، وأما تقديم أحد أجزاء الكلمة فخلاف الأصل والجواب أن الجملة في حد ذاته كثير لكنه بعد خصوص الهمزة في نحو هذا التركيب لم يقع أصلاً. قوله: (لأن المتجوز فيه) الضمير عائد على أل أي: الكلمة التي تجوز فيها وهي تقديم الهمزة ومراده بالتجوز التسمح وارتكاب خلاف الأصل، وقوله على قولهم أي قول سيبويه والجمهور.

  قوله: (أقل لفظاً) أي من المتجوز فيه كلام الحاذفين لأن هذا مفرد وذلك جملة.

  قوله: (أقل لفظاً) فيه أنه وإن كان أقل لفظاً إلا أنه تجوز في حرف قليل جداً بخلاف التجوز في الجملة، فإنه جارٍ على الأصل. قوله: (على أصالة شيء) أي: بخلاف التجوز على كلام الحاذفين فإنه لا تنبيه فيه قوله: (وأما الثاني) أي: وهو عدم الإطراد. قوله: (فلأنه غير ممكن الخ) أي: لا يتأتى الحذف في ذلك وإنما هو عطف على الكلام السابق أي فكيف كان عقاب أفمن هو قائم فهو عطف جملة استفهامية على مثلاً.

  قوله: (في نحو أفمن هو قائم الخ) اعترض بأنه يمكن أن تكون جملة من هو قائم معطوفة على جملة محذوفة والأصل أهم ضالون أو أهم لا يعقلون فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت لم يوحدوه قوله: (بما تقوله الجماعة) أي: سيبويه والجملة، وقوله في مواضع أي من كلامه والضمير في قوله منها للزمخشري وقوله أنه بفتح الهمزة أي: جزم بانه ويكون فيه جار محذوف أو أن القول بمعنى الاعتقاد، ولا يكون فيه حذف جار ولا يصح بالكسر على الحكاية؛ لأنه لم يقع منه ذلك وقوله قوله أي: جزمه أي: دال جزمه وقوله أنه مقول القول لكن بمعنى الاعتقاد أو الجزم قوله (في أفأمن) أي: قوله تعالى أفأمن أهل القرى. قوله: (عطف على فأخذناهم بغتة) أي: فأخذناهم بغتة أفأمن أهل القرى أي فبعد ذلك لا ينبغي الأمن. قوله: (على فأخذناهم) أي: وجملة ولو أن أهل القرى إلى قوله يكسون وقعت اعتراضاً بين العاطف والمعطوف عليه، وإنما عطف بالفاء؛ لأن المعنى فعلوا أو صنعوا فأخذناهم بعد ذلك من أهل القرى، وهم نائمون وأمنوا أن يأتيهم بإسناد ضحى قوله: (على الضمير الخ) فيه أنه يصير من عطف المفردات والهمزة