حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (غير): اسم ملازم للإضافة في المعنى،

صفحة 434 - الجزء 1

  وعلى التشبيه بظرف المكان عند جماعة واختاره ابن الباذش.

  ويجوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت إلى مبني كقوله [من البسيط]:

  ٢٦٠ - لَمْ يَمْنَعِ الشِّرْبَ مِنْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ في غُصُونِ ذَاتِ أَوْقَالِ

  وقوله [من الرمل]:

  ٢٦١ - لذ بِقَيْسٍ حِينَ يَأْبَى غَيْرَهُ ... تُلْفِهِ بَحْراً مُفِيضاً خَيْرَهُ


  قوله: (وعلى التشبيه بظرف المكان) أي: لاشتراكهما في كون الموضوع له في كل مبهماً؛ لأن فوق وتحت موضوعة لأماكن مبهمة وكذلك غير فإنها موضوعة لمبهم. قوله: (ابن الباذش) كصاحب بكسر الذال المعجمة هو ابن عبد الله من نحاة المغرب. قوله: (ويجوز الخ) أي: كما يجوز إعرابها كما تقدم قوله: (لم يمنع الشرب منها) فيه قلب، الناقة أي: يمنع من الشرب. قوله: (غير أن نطقت) فغير بالفتح مع أنه فاعل يمنع وهو مبني على الفتح لإضافته لمبني وهو أن نطقت؛ لأنه لا يظهر فيه إعراب ولا يقدر وإن كان المصدر المؤول معرباً والشرب مفعول يمنع وقوله منها أي: من الناقة، أي لم يمنع الشرب من الناقة إلا نطق حمامة في غصون.

  قوله: (ذات أوقال) جمع وقل وهي الأحجار فإضافة الشجرة للأوقال لأنها تنبت فيها أي: لم يمنع الناقة من الشرب إلا تصويت حمامة على غصن أحجار فتذكرت الناقة أوطانها فتركت الشرب وذهبت بسرعة؛ وقيل: إن الناقة لحدة سماعها إذا سمعت صوت الحمامة تركت الشرب لشربها منه وهذا مدح للناقة. قوله: (يأبى غيره) أي: يمتنع غيره


٢٦٠ - التخريج البيت لأبي قيس الأسلت في (ديوانه ص ٨٥؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٦؛ وخزانة الأدب ٣/ ٤٠٦، ٤٠٧؛ والدرر ٣/ ١٥٠؛ ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٨٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٥٨؛ وشرح المفصل ٣/ ٨٠؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٦٥، ٢١٤، ٥/ ٢٩٦؛ والإنصاف ١/ ٢٨٧؛ وخزانة الأدب ٦/ ٥٣٢، ٥٥٢، ٥٥٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٥٠٧؛ وشرح التصريح ١/ ١٥؛ وشرح المفصل ٣/ ٨١، ٨/ ١٣٥؛ والكتاب ٢/ ٣٢٩؛ ولسان العرب ١٠/ ٣٥٤ (نطق)، ١١/ ٧٣٤ (وقل)؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٩).

اللغة: الشرب: جماعة الشاربين، اسم لجمع شارب الأوقال: ثمار نبات المُقْل، واحدتها وَقْلَة.

المعنى: لقد توقف الرجال عن الشرب منها، ولم يكن المانع سوى هديل حمامة تصوّت فوق غصون ذات ثمار.

٢٦١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٤/ ٣٠٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٥٨).

اللغة: لذ: إلجأ. قيس: لعلّه اسم قبيلة، أو اسم شخص بعينه. تلفه: تجده، تلقاه. المفيض: الذي ينشر الخير بكثرة، كالنهر عندما تفيض مياهه.

المعنى: إلجأ إلى قيس في الأيام العصيبة، تجده كريماً كثير الخير كالبحر يفيض على الشطآن، في حين يأبى غيره ويمتنع عن الجود خوفاً من الحاجة.