التنبيه الثاني: من مشكل أبيات المعاني قول حسان
  التنبيه الثاني: من مشكل أبيات المعاني قول حسان [من الطويل]:
  ٢٦٥ - أَتَانَا، فَلَمْ نَعْدِلْ سِوَاهُ بِغَيْرِهِ، ... نَبِيَّ بَدَا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ هَادِيَا
  فيقال: سواه هو غيره؟ فكأنه لم نعدل غيره بغيره.
  والجواب أن الهاء في «بغيره» للسِّوَى، فكأنه قال: لم نعدل سواه بغير السوى، وغير السوى هو نفسه عليه الصلاة والسلام فالمعنى فلم نعدل سواه به.
  لقرينة وهو كثير مقيس واستعمال المصدر بمعنى الفاعل كثير أيضاً، وإن لم يثبت مجيء مأسوف مصدراً لم يقبل هذا الإعراب قوله: (من مشكل) أي: من الأبيات المشكلة معانيها وفي نسخة من أبيات المعاني أي من الأبيات المشكلة معانيها. قوله: (أتانا) أي: النبي ﷺ قوله: (في ظلمة الليل) استعارة للكفر. قوله: (فيقال) أي: في وجه الإشكال سواه هو غيره أي والمتبادر أن الضميرين عائدان على النبي ﷺ. قوله: (لم نعدل غيره) أي: ولا معنى لهذا قوله: (والجواب الخ) قال الدماميني أو إن المراد بالسواء العدل والإنصاف لا معنى غير وهو أمر ثابت في اللغة وفي الكلام حذف مضاف والمعنى لم نعدل عدله بعدل غيره ولا غبار على هذا قوله: (للسوى) أي: فاختلف مفاد الضميرين والإشكال إنما نشأ من اتحاد المفاد.
٢٦٥ - التخريج: لم أقع عليه في ديوان حسان؛ وهو لعبد الله بن رواحة في (ديوانه ص ٢٩١؛ ولكعب بن مالك في ديوانه ص ٢٩١؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٤٦١).
المعنى: جاء محمد ﷺ إلينا بالهدى والحق، فأنار لنا ظلاماً كنا نحياه، فأحببناه وقدرناه، ولم نجعل له مكافئاً أو مساوياً.