الفاء المفردة
حرف الفاء
  الفاء المفردة: حرف مُهْمَل؛ خلافاً لبعض الكوفيين في قولهم: إنها ناصبة في نحو: «مَا تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنا»، وللمبرد في قوله: إنها خافضة في نحو:
  فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ ... [فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِل]
  فيمن جز «مثلا» والمعطوف، والصحيحُ أن النصب بـ «أن» مضمرة كما سيأتي، وأن الجرّ بـ «ربّ» مضمرة كما مر.
  وترد على ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن تكون عاطفة، وتفيد ثلاثة أمور:
  أحدها: الترتيب، وهو نوعان: معنوي كما في «قام زَيْدٌ فَعَمْرُو»، وذِكْرِيٌّ وهو
حرف الفاء
  الفاء المفردة: قوله: (المفردة) أي: لا المستعلمة جزءاً من كلمة كفى إذ هو لبيان الواقع. قوله: (مهمل) أي: لا عمل له فلا ينافي أنها تستعمل للمعاني الآتية. قوله: (إنها ناصبة) أي: بنفسها للفعل المضارع. قوله: (فيمن جر) أي: في رواية من جر واحترز به عن رواية من يرفعها على الابتداء إذ الأمر فيها ظاهر. قوله: (والصحيح أن النصب بأن مضمرة) ظاهر كلامهم أو صريحه أن الفاء عاطفة حينئذ للمصدر المسبوك من أن وصلتها على مصدر متصيد من الفعل المقتدم فتقدير زرني فاكرمتك ليكن منك زيارة فإكرام مني واستشكله الرضى بأن فاء العطف لا تكون السببية إلا إذا عطف جملة على جملة واختار هو أن تجعل الفاء للسببية لا لعطف قال، وإنما صرفوا ما بعد فاء السببية من الرفع إلى النصب؛ لأنهم قصدوا التنصيص على كونها للسببية والمضارع المرتفع بلا قرينة تخلصه للحال أو الاستقبال ظاهر في الحال فلو أبقوه مرفوعاً لسبق للذهن أن الفاء للعطف جملة حالية الفعل على الجملة التي قبل الفاء فصرفه إلى النصب منبه في الظاهر على أنه ليس معطوفاً إذ المضارع المنصوب بأن مفرد وقيل: ما بعد الفاء جملة فيكون ما بعد الفاء مبتدأ محذوف الخبر وجوباً اهـ دماميني. قوله: (معنوي) وهو المسمى بالرتبي وهو أن يكون ما بعدها حاصلاً بعدما قبلها في الواقع.
  قوله: (قام زيد فعمرو) فقيام عمرو في نفس الأمر واقع بعد قيام زيد. قوله: (وذكرى) وهو أن يكون ما بعدها حاصلاً بعدما قبلها في اللفظ فقط، وأما في الواقع فتارة يكون حاصلاً معه في آن واحد أو قبل ما قبلها.