حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الباب الأول في تفسير المفردات، وذكر أحكامها

صفحة 44 - الجزء 1

  بالفضل بينهما بهمزة الاستفهام، وجَوَّز الوَجْهِينِ في موضع، فقال في قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ}⁣[آل عمران ٨٣] دخلت همزة الإنكار على الفاء العاطفة جملة على جملة، ثم توسطَتِ الهمزة بينهما، ويجوز أن يُعْطَف على محذوف تقديره: أَيَتَولَّوْنَ فَغَيْرَ دين اللَّهِ يَبْغُون.


  لا تدخل على مفرد بل على الجمل ولئن سلم أنه من عطف المفردات يكون العامل في المعطوف عليه عاملاً في المعطوف ضرورة فيلزم عليه خروج الهمزة عما ثبت لها من الصدارة إذ مقتضى ذلك أن ما قبلها لا يعمل فيما بعدها فبطل حينئذ العطف على الضمير في مبعوثون فحينئذ يكون آباؤنا مبتدأ وخبره محذوف دل عليه مبعوثون المذكور اللهم إلا أن يجاب بأن هذه الهمزة صلة يؤتى بها للتوبيخ أو التقرير وحينئذ فلا تكون مانعة من عمل ما قبلها فيما بعدها تأمله قوله (توسطت) لا وجه للإتيان بثم المقتضية للترتيب مع أن توسطها عين دخولها بين الجملة فكيف يصح عطف الشيء على نفسه بحرف مرتب وهذا الاعتراض منشؤه سقط المصنف سقطة من كلام الزمخشري إذ عبارته دخلت همزة الإنكار على الفاء العاطفة جملة، على جملة والمعنى فأولئك هم الفاسقون فغير دين الله يبغون ثم توسطت الهمزة بينهما وهذا كلام واضح لا إشكال فيه اهـ ... دماميني.