الفاء المفردة
  أي: الذي صَبَحَ فَغَنِمَ فَآبَ.
  والثاني: أن تدل على ترتيبها في التفاوت من بعض الوجوه، نحو قولك: «خذ الأكْمَلَ فالأفضل، واعْمَلِ الأحْسَنَ فالأجْمَل».
  والثالث: أن تدل على ترتيب موصوفاتها في ذلك نحو: «رَحِمَ اللهُ المحلقينِ فالْمُقَصِّرِينَ» اهـ.
  البيت لابن زيابة، يقول: يا لهف أبي على الحارث إذ صَبَحَ قومي بالغارة فغنم
  أي: الذي أخذ الغنيمة ولا شك أن الأخذ للغنيمة متأخر عن معنى الصابح أي: المغير صباحاً. قوله: (فالآيب) أي: الرجوع سليماً ولا شك أن الأخذ للغنيمة متأخر عن أخذ الغنيمة اهـ تقرير دردير. قوله: (أي: الذي صبح) بفتح الباء مخففة بدليل ان اسم الفاعل صابح ولو كان صبح بالتشديد لكان اسم الفاعل مصبحاً اهـ تقرير دردير.
  قوله: (أي: الذي صبح) أي: غار صباحاً. قوله: (فآب) أي: رجع سليماً. قوله: (على ترتيبها) أي: ترتيب معاني الصفات فقولك خذ الأكمل فالأفضل ليس المراد أن وجود الفضل متأخر عن وجود الكمال بل المراد حصل الأكمل فالأفضل أي: خذ الفرد الكامل ثم الذي يليه في الكمال فيكون فيه تدل، وإن أردت الترقي فالمعنى، فالأفضل من الأكمل، أي: الفرد الأعلى من الأكمل فالأفضل أعلى من الأكمل والمتبادر الأول، وقوله: واعمل الأحسن الخ المثال الثاني عين الأول فما قيل في الأول يقال فيه. قوله: (في التفاوت من بعض الوجوه) أي: التزايد من بعض الوجوه من غير أن يكون معنى الصفة الثانية مرتباً على الصفة الأولى فإن معنى الأفضل ليس مرتباً على معنى الأكمل، وإن كانا مرتبين في الأخذ اهـ تقرير دردير قوله: (في ذلك) أي: في التفاوت من بعض الوجوه وهو الحكم المذكور. قوله: (رحم الله المحلقين فالمقصرين) أي: فحصول الرحمة للمقصرين متأخر عن حصولها للمحلقين وليس وجود التقصير مرتباً على وجود الحلق إذ كل منهما يوجد بدور الآخر وليس المنظور له هنا الحدث وهو الحلق والتقصير بل المنظور له الذوات المتصفة بهما.
  قوله: (والبيت لابن زيابة) اسم أبي الشاعر، وقيل؛ اسم أمه، والأول ماش عليه المصنف حيث قال يا لهف أبي وهو زيابة قوله: (يقول) أي: أن قول الشاعر في البيت السابق يا لهف الخ هذا كلام نثر اذ هو معنى البيت السابق قوله: (على الحرث) إشارة إلى أن اللام في البيت بمعنى على ويحتمل أنها للتعليل قوله: (إذ صبح) أي: الحرث
اللات بن ثعلبة (الأعلام: ٥/ ٨٤). الحارث: هو الحارث بن همام بن مرة. الصابح: المغير صباحاً، الغانم: كاسب الغنيمة، وهي ما تحصل عليه بعد الحرب من فوائد. الآيب: الراجع.
المعنى: يا لحزن أمي وأساها، إذا ما جاء الحارث صباحاً فهاجم حينا، وحصل على غنيمته، وعاد سالماً إلى أهله.