حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه

صفحة 451 - الجزء 1

  وذلك في نحو: «الذي يأتيني فله درهم»، وبدخلوها فَهِمَ ما أراده المتكلم من ترتُبِ لزوم الدرهم على الإتيان، ولو لم تدخل احتمل ذلك وغيره.

  وهذه الفاء بمنزلة لام التَّوطئة في نحو: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ}⁣[الحشر: ١٢] في إيذانها بما أراده المتكلم من معنى القَسَم، وقد قرئ بالإثبات والحذف قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}⁣[الشورى: ٣٠].

  الثالث: أن تكون زائدة دخولها في الكلام كخروجها، وهذا لا يثبته سيبويه، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقاً، وحكى «أخُوكَ فَوُجِدَ» وقيَّد الفراء والأعلم


  المبتدأ والمشابهة من حيث أن كلاً معلق على شيء، وقوله: بشبه الشرط وهو المبتدأ مشابه الشرط من حيث أنه يكون عاماً اهـ تقرير دردير قوله: (في نحو الذي يأتيني) أي: من كل مبتدأ شابه الشرط في العموم وذكر بعده جملة صلة أو صلة وأصل الجملة أن تكون مستقبلة كالشرط، وقد تكون ماضية.

  قوله: (فهم ما أراده) أي: بواسطة الفاء التي للترتيب، ثم إن كلام المصنف هذا يفيد أن اقتران خبر المبتدأ المشبه للشرط بالفاء واجب، وقال بعض انه واجب والذي في التسهيل الجواز، فإن قلت: ما الذي يشعر بالسببية المقصودة عند التجرد من الفاء قلت ترتب الحكم على الوصف. قوله: (احتمل ذلك) أي: الترتيب قوله: (وغيره) أي: عدم الترتيب. قوله: (وهذه الفاء) أي: الرابطة للخبر بالمبتدأ قوله: (في إيذانها) أي: اللام بما أراده كما أن الفاء تؤذن بالترتيب. قوله: (بالإثبات) أي: إثبات الفاء، وقوله: والحذف أي: حذف الفاء، أي: فالربط جائز. قوله: (وما أصابكم) أي: فما موصولة ومن مصيبة بيان له، وقوله: فبما كسبت خبر والمعنى والمصيبة التي أصابتكم كائنة بما كسبت. قوله: (الثالث) أي: مما تأتي له الفاء وقوله: زائدة دخولها الخ، أي: فلا تفيد عطفاً ولا ربطاً ولا سببية فلا ينافي أنها تفيد التوكيد والقوة كما هو شأن الحروف الزائد. قوله: (كخروجها) أي: بالنظر للمعنى الأصلي المقصود من الكلام فلا ينافي أنها تفيد توكيد المعنى وتقويته لقولهم: إن زيادة الحروف تدل على زيادة المعنى، وقد ينضم لذلك تزيين اللفظ وتحسينه وإلا كان ذلك عبثاً. قوله: (في الخبر) أي: المبتدأ. قوله: (مطلقاً) أي: أمراً أو نهياً أو غيرها وهذا بناءً على أن خبر المبتدأ يقع أمراً قوله: (وحكى) أي: عن العرب. قوله: (أخوك فوجد) أي: فأخوك مبتدأ وفوجد خبر وقد زادها في الخبر. قوله: (وقائلة) الواو واو رب وخولان بفتح الخاء المعجمة قبيلة باليمن والفتاة الشابة وتمام البيت:

  وأكرومة الحيين خلو كما هيا

  وأكرومة أفعولة من الكرم كأعجوبة من العجب والحيان حي أبيها وحي أمها يعني: التي كرمها ثابت من طرفي نسبها وقوله: خلو أي: خالية من الزوج وأصل كما هي عهدتها