حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الفاء المفردة

صفحة 452 - الجزء 1

  وجماعة الجواز بكون الخبر أمراً أو نهياً؛ فالأمر كقوله [من الطويل]:

  ٢٧١ - وَقَائِلَةٍ: خَوْلانُ فانْكِحُ فَتَاتَهُمْ ... [وَأَكْرُومَةُ الحيَّيْنِ خِلْوٌ كَما هِيا]

  وقوله [من الخفيف]:

  ٢٧٢ - أَرَوَاحٌ مُوَدَع أَمْ بُكورُ ... أَنْتَ فَانْظُرْ لأي ذَاكَ تَصِيرُ


  من البكارة فحذف المضاف للهاء ولما كانت الكاف لا تدخل على الضمير المتصل جعل مكانه المنفصل فصار كهي، ثم زيدت ما عوضاً عن المحذوف. قوله: (فانكح) أي: فهو خبر عن قوله خولان؛ وقد زاد الفاء فيه قوله: (أرواح الخ) الرواح اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل، البكور مصدر قولك بكرت، أي: ذهبت أو أتيت بكرة والمراد من البيت ألك رواح يودعك أو تودعه على حسب ضبط مودع بكسر الدال أو فتحها أم بكور، يعني: هل تذهب وتنتقل في هذا الوقت أو في ذلك الوقت، انظر لأي هذين الأمرين تصير إن قلت إنما تضاف أي: لذي تعود وذاك للمفرد فما وجهه، قلت: قد يشار بما الواحد إلى الاثنين أو الجماعة باعتبار المذكور كما في قوله تعالى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}⁣[البقرة: ٦٨]. قوله: (مودع) أي: مودع صاحبه فهو مثل عيشة راضية. قوله: (أنت) مبتدأ فانظر خير والفاء زائدة.


٢٧١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأزهيَّة ص ٢٣٤؛ والجنى الداني ص ٧١؛ وخزانة الأدب ص ١/ ٣١٥، ٣٤٥، ٤/ ٣٦٩، ٨/ ١٩، ١١/ ٣٦٧؛ والدرر ٢/ ٣٦؛ والرد على النحاة ص ١٠٤؛ ورصف المباني ص ٣٨٦؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١٣؛ وشرح الأشموني ١/ ١٨٩؛ وشرح التصريح ١/ ٢٩٩؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٨٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦٨، ٢/ ٨٧٣؛ وشرح المفصل ١/ ١٠٠، ٨/ ٩٥؛ والكتاب ١/ ١٣٩، ١٤٣؛ ولسان العرب ١٤/ ٢٣٩ (خلا)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٢٩؛ وهمع الهوامع ١/ ١١٠).

شرح المفردات خولان: اسم قبيلة. الأكرومة: فعل الكرم. الحيان: حي أمها وحي أبيها، والمقصود فتاة ذات كرم ومجد من ناحية الأم والأب. الخلو: الخالية.

المعنى: يقول: ربّ قائلة لي أن أنكح فتاة من خولان، وهي أصيلة الجدين مصون وباقية كما هي.

٢٧٢ - التخريج: البيت لعدي بن زيد في (ديوانه ص ٨٤؛ والأغاني ٢/ ١٢٦؛ والجنى الداني ص ٧١؛ والدرر ٢/ ٣٨ والرد على النحاة ص ١٠٦؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١٤، ٤١٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦٩؛ والشعر والشعراء ١/ ٢٣١؛ والكتاب ١/ ١٤٠؛ ولسان العرب ١٣/ ٤٢١ (منن)؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٦٢؛ وخزانة الأدب ١/ ٣١٥؛ والخصائص ١/ ١٣٢؛ والدرر ٥/ ٣٢٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١١٠، ٢/ ١١١).

اللغة: الرواح: الذهاب مساءً. البكور: الذهاب بكرة أي صباحاً.

المعنى: أتراك تفارق الأحبة صباحاً، أم تفارقهم مساءً، تأمل في أي الوقتين أنت مفارق، أي ميت.