· (قد) على وجهين
  وَسُمِعَ «قد لَعَمْرِي بِتُ ساهِراً» و «قد واللَّهِ أَحْسَنْتَ».
  وقد يُحذف الفعل بعدها لدليل كقول النابغة [من الكامل]:
  ٢٨٦ - أفد الترحل، غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا، وَكَانَ قَدِ
  أي: وكأن قد زالت.
  ولها خمسة معان:
  أحدها: التوقع، وذلك مع المضارع واضح كقولك: «قَدْ يَقْدُمُ الغَائِبُ الْيَوْمَ» إِذا كنت تتوقع قدومه.
  وأما مع الماضي فأثبته الأكثرون. قال الخليل: يُقال «قَدْ فَعَل» لقوم ينتظرونَ
  السرعة وهو بفتح الواو وكسرها قوله: (صرد) بفتح الراء وهو اسم لطائر وهو مبتدأ وخبره قد بين لي عنائي. قوله: (وسمع) أي: أنه سمع الفصل بالقسم باسم الله وبغيره في النظر في النثر. قوله: (وقد يحذف) أي: الفعل بعدها. قوله: (أزف) وفي نسخة أفد أي قرب وقوله: الترحل فاعل. قوله (ركابنا) هي الإبل التي يسار عليها وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه من معناه وهو راحلة. قوله: (لما) بمعنى لم تزل الزوال الذهاب قوله ولها خمسة معانٍ، أي: لقد الحرفية قوله: (التوقيع) أي: انتظار الوقوع في المستقبل. قوله: (قد يقدم الغائب) أي: فقدوم الغائب منتظر في ذلك اليوم. قوله: (إذا كنت) أي: تقول ذلك إذا كنت الخ. قوله: (تتوقع) أي: تنتظر. قوله: (وأما مع الماضي الخ) اعلم أن
= اللغة: العناء: التعب الصرد: طائر أبقع كانت العرب تتشاءم بصوته.
المعنى: لقد صاح صرد بنعيبه المشؤوم، معلناً سرعة رحيل الأحبة، ومبيناً لي كم سيطول شقائي ويزداد تعبي.
٢٨٦ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٨٩؛ والأزهية ٢١١؛ والأغاني ١١/ ٨؛ والجنى الداني ١٤٦، ٢٦٠؛ وخزانة الأدب ٧/ ١٩٧، ١٩٨، ١٠/ ٤٠٧؛ والدرر اللوامع ٢/ ٢٠٢، ٥/ ١٧٨؛ وشرح التصريح ١/ ٣٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٤٩٠، ٧٦٤؛ وشرح المفصل ٨/ ١٤٨، ٩/ ١٨، ٥٢؛ ولسان العرب ٣/ ٣٤٦ (قدد)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٨٠، ٢/ ٣١٤؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٥٦، ٣٥٦؛ وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥٥؛ وخزانة الأدب ٩/ ٨، ١١/ ٢٦٠؛ ورصف المباني ص ٧٢، ١٢٥، ٤٤٨؛ وسر صناعة الإعراب ص ٣٣٤، ٤٩٠، ٧٧٧؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢؛ وشرح ابن عقيل ص ١٨؛ وشرح المفصل ١٠/ ١١٠؛ والمقتضب ١/ ٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٣، ٢/ ٨٠).
اللغة: شرح المفردات أزف دنا الترحّل: الرحيل. الركاب: المطايا. لما تزل: لم تفارق بعد. الرحال: ما يوضع على ظهر المطيّة لتركب. كأن قد أي كان قد زالت لاقتراب موعد الرحيل.
المعنى: يقول: قرب الترحل ومفارقة الديار، ولكن الإبل لم تزل فيها وكأنها قد فارقتها لقرب وقت الارتحال.