حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (كي) على ثلاثة أوجه:

صفحة 499 - الجزء 1

  فَكَيْ إما تعليلية مُؤَكِّدة للأم، أو مصدرية مؤكدة بـ «أن»، ولا تظهر «أن» بعد «كي» إلا في الضرورة كقوله [من الطويل]:

  ٣٠٤ - فَقَالَتْ أَكُلَّ النَّاسِ أَصْبَحْتَ مَانِحاً ... لِسَانَكَ كَيْمَا أَنْ تَغُرَّ وَتَخْدَعَا؟

  وعن الأخفش أن «كي» جارة دائماً، وأن النصب بعدها بـ «أن» ظاهرة أو مضمرة، ويرده نحو {لِكَيْلَا تَأْسَوْا}⁣[الحديد: ٢٣] فإن زعم أن «كي» تأكيد للام كقوله [من الوافر]:

  فلاً والله لا يلفى لما بي ... وَلاَ لِلماِ بهمْ أَبَداً دَوَاءُ

  رُدَّ بأن الفصيح المقيس لا يُخَرَّجُ على الشاذ، وعن الكوفيين أنها ناصبة دائماً،


  من جلد يحمل فيه الماء، والشن بفتح الشين كما في الدماميني وبكسرها كما في غيره البالو والبيداء المفازة؛ لأنها تبيد المار فيها: أي تهلكه والبلقع القفر الذي لا نبات بها ولا ماء. قوله: (ولا تظهر أن بعد كي) التعليلية إلا في الضرورة وجعله ابن مالك قليلاً لا ضرورة. قوله: (وعن الأخفش) هذا مقابل لما مر من أن كي تأتي على ثلاثة أوجه. قوله: (جارة دائماً) أي: ولا تكون مصدرية ناصبة بنفسها. قوله (بأن ظاهرة) أي: كما في ضرورة الشعر. قوله: (ويرده نحو لكيلا الخ) أي: فلو كانت كي حرف جر للزم عليه الجمع بين حرفي تعليل قوله: (نحو لكيلا تأسوا الخ) أي: وذلك فيما إذا دخلت عليها اللام لفظاً أو تقديراً. قوله: (تأسوا) منصوب بأن مضمرة بحذف النون، أي: لعدم إساءتكم. قوله: (بأن الفصيح) أي: وهو اجتماع اللام، وكي في الآية وقوله: على الشاذ، أي: وهو اجتماع حرفي جر قوله: (لا يخرج على الشاذ) أي: وهو التأكيد بحرف لغير جواب بدون مدخول. قوله: (أنها ناصبة) أي: للفعل المضارع دائماً أي: فهي بمنزلة أن المصدرية معنى وعملاً دائماً. عندهم. قوله: (ويرده قولهم كيمه) أي: فهي قد دخلت على الاسم الصريح وهو ما الاستفهامية، ولو كانت ناصبة للفعل المضارع دائماً لم تدخل على الاسم.


٣٠٤ - التخريج البيت لجميل بثينة في (ديوانه ص ١٠٨؛ وخزانة الأدب ٨/ ٤٨١، ٤٨٢، ٤٨٣، ٤٨٨؛ والدرر ٤/ ٦٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٣، ٢٣١؛ وشرح المفصل ٩/ ١٤، ١٦؛ وله أو لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني ١/ ٥٠٨؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١١؛ وخزانة ص ١٢٥؛ وجواهر الأدب. ص ١٢٥؛ والجنى الداني ص ٢٦٢؛ ورصف المباني ص ٢١٧؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٣؛ وشرح التصريح ٢/ ٣٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥).

اللغة والمعنى: المانح المعطي، الواهب. تغرّ: تخدع.

يقول: قالت: أتقدم لكل الناس المدح والثناء بلسانك، وأنت في ذلك تغرّهم وتخدعهم. أي أنه يظهر عكس ما يخفي.