تنبيه - إذا قيل «جئت لتكرمني» بالنصب
  تنبيه - إذا قيل «جئت لتكرِمَني» بالنصب فالنصبُ بـ «أن» مضمرة، وجَوَّز أبو سعيد كون المضمر «كي»، والأولى أولى؛ لأنَّ أنْ أمْكَنُ في عمل النصب من غيرها؛ فهي أقوى على التجوز فيها بأن تعمل مضمرة.
  · (كم) على وجهين: خبرية بمعنى «كَثِير»، واستفهامية بمعنى أي عدد. ويَشْتَرِكانِ في خمسة أمور: الاسمية، والإبهام، والافتقار إلى التمييز، والبناء، ولزوم التصدير، وأما قول بعضهم في: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ٣١}[يس: ٣١]: أبدلت «أنَّ» وصلتها من «كم» فمردود، بأن عامل البدل هو عامل المُبْدَل منه فإن قدر عامل المبدل منه «يَرَوْا» فـ «كَمْ» لها الصَّدْرُ فلا يعمل فيها ما قبلها، وإن قدر «أهلكنا» فلا تسلّط له في المعنى على البدل؛ والصواب أن «كم» مفعول لـ «أهلكنا»، والجملة إما مفعولة لـ «يروا» على أنه عُلِّق عن العمل في اللفظ: و
  البخاري التصريح بيسجد فلعل ابن هشام وقعت له إنسخة بحذف يسجد انتهت عبارته. قوله: (جئت لتكرمني) أي: إذا صرحت باللام ونصبت الفعل فهل الناصب أن أو كي خلاف، وقوله بأن مضمرة أي جوازاً بخلاف إضمارها بعد كي، فإنه وجوباً وهذه اللام تسمى لام كي؛ لأنها بمعنى كي.
  (كم) قوله: (بمعنى كثير) نحوكم عبداً ملكت وقوله: بمعنى أي عدد نحو بكم اشتريت أي: بأي عدد. قوله: (الاسمية) فتقع مجرورة بمن أو الإضافة وقد تقع مبتدأ وقوله: والافتقار أي: بسبب الإبهام، وقوله: والبناء أي للشبه الوضعي مع ما في الاستفهامية من تضمنها معنى الاستفهام كالهمزة وما في الخبرية من إنشاء التكثير كرب. قوله: (ولزوم الخ) اما في الخبرية فلأنها كرب وهي لها الصدارة وأما في الاستفهام فلأن أدوات الاستفهام لها الصدارة قوله: (ولزوم التصدير) أي: لا يسبقها الفعل العامل وأما تقدم الجار اسماً أو حرفاً فلا ضرر فيه؛ لأن الجار والمجرور كالشيء الواحد. قوله: (وأما قول بعضهم) هو ابن عطية المفسر قوله: (أبدلت) أي: بدل اشتمال. قوله: (فمردود) هذا الاعتراض لصاحب البحر. قوله: (فإن قدر) أي: ذلك البعض. قوله: (فلا تسلط له) أي: لأهلكنا على البدل؛ لأنه ينحل المعنى أهلكنا عدم رجوعهم ولا معنى لتعلق الهلاك بالعدم.
  قوله: (فلا تسلط له) أي: لأن المعنى حينئذ أهلكنا أنهم إليهم لا يرجعون أو أهلكنا عدم الرجوع، ولا معنى له قوله: (والصواب) أي: معنى كما قال الزمخشري. قوله: (والجملة) أي: جملة كم أهلكنا قوله (إما مفعولة ليروا) التي هي علمية وقوله: معمولة أي: معنى لا لفظاً وهو المسمى بالتعليق والمعنى ألم يروا إهلاكنا كثيراً من القرون حاصلاً؛ لأنهم لا يرجعون إلى الكفار والعامل في قولنا لأنهم الخ هو أهلكنا لأنه علته أو أن العامل هو يرى أي: ألم يعلموا لأنهم لا يرجعون فعلة عدم العلم عدم الرجوع إليهم