حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (كلا) مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية

صفحة 511 - الجزء 1

  ٣١١ - عِدِ النَّفْسَ نَعْمَى، بَعْدَ بُؤسَاكَ، ذاكِراً ... كَذَا وَكَذا لُطفاً، بِه نُسِيَ الْجَهْدُ

  وزعم ابن خروف أنهم لم يقولوا: «كذا درهماً»، ولا «كذا وكذا درهماً» وذكر ابن مالك أنه مسموع ولكنه قليل.

  ***

  · (كلا) مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية، قال وإنما شُدِّدَتْ لامها لتقوية المعنى، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين وعند غيره هي بسيطة.

  وهي عند سيبويه والخليل والمبرد والزجاج وأكثَرِ البصريين حرف معناه الرَّدْعُ والزَّجْرُ، لا معنى لها عندهم إلا ذلك، حتى إنهم يجيزون أبداً الوقف عليها، والابتداء بما بعدها،


  قوله: (عد) فعل أمر من وعد يعد يعني: أنه إذا حصل لك بؤس ومشقة فعد نفسك بحصول النعمة إليها حالة كونك ذاكراً لطف الله بك ورفقه بك فإذا تذكرت ذلك نسيت الجهد والمشقة الحاصلة من البؤس. قوله: (نعمي) نعمى بالقصر كرجعى وهو العطية ويصح بالمد، أي: نعماء ونعمى المفعول الثاني والنفس الأول. قوله: (نسي الجهد) أي: المشقة وهو بفتح الجيم ويجوز ضمها قوله: (وزعم ابن خروف الخ) مقابل لقوله غالباً، أي: وابن خروف يقول دائماً وقوله: وذكر ابن مالك الخ أي: فصح قوله غالباً اهـ تقدير دردير.

  (كلا) قوله: (وإنما شددت) جواب عما يقال أن مقتضى كونها مركبة من لا النافية والكاف أن لا تشدد؛ لأن النافية ليست مشددة. قوله: (التقوية المعنى) أي: معناها وهو الزجر فهي تفيد الوعيد والزجر بقوة؛ لأن زيادة الحروف تدل على زيادة المعنى. قوله: (بقاء معنى الكلمتين) أعني التشبيه والنفي أي: لأن تغير لفظ الكلمة دليل على تغيير معناها. قوله: (وهي عند سيبويه الخ) هذا شروع في بيان معناها بعد أن تكلم على لفظها من حيث البساطة والتركيب. قوله: (معناه الردع الخ) كان يمكن أن يكون اسم فعل معناه ارتدع وانزجر إلا أن تأدية المعاني بالحرف أولى لأكثريته. قوله: (حتى أنهم الخ) حتى هنا كالآتية تفريعية إذ لا امتداد لما قبلها حتى تكون غائية. قوله: (والابتداء بما بعدها) لأنها زجر وردع لما قبلها وما بعدها منقطع عنها. قوله: (والابتداء بما بعدها) هذا ليس بلازم للوقف عليها إذ قد يقف الإنسان ثم يرجع ولا يجوز له الابتداء بما بعد الوقف. قوله:


٣١١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٧/ ٢٨١؛ والدرر ٤/ ٥٤؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٩٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٥٦).

اللغة: عد النفس: أملها. النعمى ضد بؤسى. الجهد: المشقة والتعب.

المعنى: إن أصابك الشر والفقر، فأمل نفسك خيراً، واذكر لطف الله - جل وعز - بك ورحمته لك، تنس التعب والمشقة وما أنت فيه.