· (كلا) مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية
  حكاية نفي ذلك عن أحد، ولطول الفصل في الثالثة بين «كلا» وذكر العَجَلة، وأيضاً فإن أول ما نزل خمس آيات من أول سورة العلق ثم نزل {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ٦}[العلق: ٦]، فجاءت في افتتاح الكلام، والوارد منها في التنزيل ثلاثة وثلاثون موضعاً كلها في النصف الأخير.
  ورأى الكسائي وأبو حاتم ومَنْ وافقهما أنَّ معنى الرَّدْع والزَّجْر ليس مستمرًا فيها، فزادوا فيها معنى ثانياً يصح عليه أن يُوقف دونها ويُبتدأ بها، ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال أحدها للكسائي ومتابعيه، قالوا: تكون بمعنى «حقا»؛ والثاني لأبي حاتم ومتابعيه قالوا: تكون بمعنى «ألا» الاستفتاحية؛ والثالث للنضر بن شميل والفرَّاء ومَنْ وافقهما قالوا: تكون حرف جواب بمنزلة «إي»، و «نَعَمْ»، وحملوا عليه {كَلَّا وَالْقَمَرِ ٣٢}[المدثر: ٣٢] فقالوا: معناه: إي والقمر.
  وقولُ أبي حاتم عندي أولى من قولهما، لأنه أكثرُ اطراداً؛ فإنَّ قول النَّضْرِ لا
  قوله: (نفي ذلك) أي: نفي الإيمان بالتصور ونفي الإيمان بالبعث حتى أنه يهدد ويزجر عن ذلك وقوله: عن العجلة بالقرآن أي: في قوله لتعجل به. قوله: (ولطول الفصل) أي: لقوله إن علينا جمعه وقول لطول الفصل الخ قد يقال الفاصل من تتمة السياق لا أجنبي ثم الزجر زجر تأديب وتربية له ﷺ حيث غلبه الحرص والشوق في تلقي الوحي والإخبار به قوله: (وأيضاً الخ) عطف على قوله ثم لا يظهر الخ. قوله: (وأيضاً فإن أول ما نزل) قد يقال الرد بهذا على التزام إنها للزجر عما قبلها ولم لا يقال إنها للزجر عما قبلها وما بعدها أو ما عهد من المخاطب، وإن لم يفده الكلام وإن كان هذا خلاف ما سبق في إجازة الوقف عليها أبداً والابتداء بما بعدها قوله: (ثم نزل) أي: ثانياً وقوله: كلا إن الإنسان الخ أي: لآخر السورة قوله: (فجاءت في افتتاح الكلام) أي: الذي نزل معها أي والردع والزجر يقتضي سبق ما يزجر عليه فتأمل.
  قوله: (والوارد منها) هذه فائدة لا دخل لها في الرد قوله: (يصح عليه الخ) أي: بخلاف المعنى الأول الذي هو الردع فإنه يوجب لها صحة الوقف عليها والابتداء بما بعدها. قوله: (عليه) أي: بناءً عليها أي على المعنى الثاني أو لأجله أو معه. قوله: (أن يوقف دونها) أي قبل كلا. قوله: (ومتابعيه) أي: الكوفيين قوله: (والثاني) أي: من الأقوال. قوله: (والثالث) أي: والقول الثالث قوله: (بمنزلة أي ونعم) أي: فهي جواب تصديق لقوله قبل {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ٣١}[المدثر: ٣١]، وأما قوله: {وَالْقَمَرِ ٣٢ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ٣٣}[المدثر: ٣٢ - ٣٣] فهو قسم مستأنف. قوله: (لأنه) أي: قول أبي حاتم وهو علة لقوله أولى وقوله فإن الخ علة للعلة. قوله: (من قولهما) في نسخه من قول الكسائي والنضر.