· (كلا) مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية
  يتأتى في آيتي المؤمنين والشعراء على ما سيأتي؛ وقول الكسائي لا يتأتى في نحو: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ}[المطففون: ١٨] {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ}[المطففون: ٧]، {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ١٥}[المطففون: ١٥]، لأن «أنَّ» تكسر بعد «ألا» الاستفتاحية، ولا تكسر بعد «حقا»، ولا بعد ما كان بمعناها، ولأن تفسير حرف بحرف أولى من تفسير حرف باسم؛ وأما قول مكي: إنّ «كلا» على رأي الكسائي اسم إذا كانت بمعنى «حقا» فبعيد؛ لأن اشتراك اللفظ بين الاسمية والحرفية قليل، ومخالف للأصل، ومُخوج لتكلف دعوى علة لبنائها، وإلا فلم لا نُوِّنَتْ؟
  قوله: (لا يتأتى الخ) أي: وإنما يتأتى فيها كونها للاستفتاح مثل ألا أو الزجر عن المقالة فقد تحقق فيها في هاتين الآيتين ما قاله أبو حاتم دون ما قاله الكسائي والنضر وحينئذ فما قاله أبو حاتم أكثر إطراداً. قوله: (في آيتين المؤمنين) أي: وهي رب أرجعون الخ وآية الشعراء قال أصحاب موسى إنا لمدكون قال كلا إن معي ربي الخ، وقوله على ما سيأتي أي من إنها لا يصح أن تكون بمعنى نعم، وقوله: لأن أن تكسر بعد لأي فيتأتى قول أبي حاتم وقوله: لا تكسر أي فلا يتأتى قول الكسائي قوله: (ولا تكسر بعد حقاً) هو مسلم إذا وقعت حقاً في ابتداء الكلام ونحو حقاً إنك فاضل أي أحق حقاً إنك فاضل فإنك نائب فاعل لفعل محذوف هو العامل في حقاً، والهمزة للاستفهام وقد يقال لا تقدر الهمزة وإنما تقدر حق أو إن حقاً منصوب على نزع الخافض خبر عن قوله إنك فاضل أي في حق إنك فاضل، وأما إن وقعت حقاً متعلقة بكلام قبلها فيجب كسر إن لوقوعها في ابتداء الكلام نحو أكرمت زيداً حقاً إنه فاضل بالكسر على الاستئناف ومعناه التعليل وكما في قوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ}[يونس: ٤٠] قرئ بالكسر وحقاً مرتبطة بما قبلها وقرئ بفتحها بناء على إن حقاً مرتبطة بما بعدها إذا علمت ذلك فلا يتم رد المصنف لاحتمال إن كلا مرتبطة بما قبلها فتكسر إن هكذا اعترض الدماميني. قوله: (ولا بعدما كان بمعناها) أي: وهو كلا التي نحن فيها. قوله: (ولأن تفسير حرف بحرف) كتفسير كلا بأعلى ما قال أبو حاتم وبأي ونعم على ما قال الفضل والفراء وقوله باسم أي كتفسير كلا بحقا كما قال الكسائي فإن قلت هذا كما يتوجه على الكسائي يتوجه على الجمهور لأن كل واحد من الردع والزجر اسم ويمكن أن يقال إنما يتوجه على الجمهور لو قالوا كلا حرف بمعنى الردع والزجر كما قال حقاً الكسائي حرف بمعنى حقاً ولم يقولوا ذلك وإنما قالوا حرف معناه الزجر والردع أي الجزئي ضرورة إن الحرف تدل على معان جزئية فهو بمنزلة قولهم من معناها الابتداء ولا ولا يتأتى حمل كلا الكسائي على هذا إلا لو قال معناها التحقق. قوله: (وأما قول مكي الخ) أي: قوله جواباً عن الكسائي. قوله: (إذا كانت بمعنى حقاً) أي: وحينئذ فلا يلزم تفسير حرف باسم. قوله: (ومخالف) عطف على قليل قوله للأصل أي لأن الأصل عدم الاشتراك خصوصاً إذا تباين نوعاً المعنيين. قوله: (ومحوج) عطف على قليل. قوله: (دعوى علة الخ) أي: وهي