فصل
  وقول أبي بكر وكعب ولبيد ¤ [من الرجز]:
  ٣٢٠ - كُلُّ امْرِئٍ مُصَبْحُ فِي أهْلِهِ، ... وَالْمَوتُ أدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ [من البسيط]:
  ٣٢١ - كلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ ... يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ [من الطويل]:
  أَلا كلُّ شَيْءٍ، مَا خَلا الله، باطِلُ ... وكلُّ نَعِيم لا مَحَالة زَائِلُ
  وقول السموأل [من الطويل]:
  ٣٢٢ - إذَا الْمَرءُ لَمْ يَدْنَسٌ مِنَ اللوم عِرْضُهُ ... فَكُلُ ردَاءِ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
  قوله: (وقول أبي بكر) أي: الصديق وقوله كعب أي صاحب قصيدة بانت سعاد وهو صحابي، وكذلك لبيد وهذه البيوت الثلاثة على سبيل اللف والنشر المرتب الأول للأول والثاني للثاني والثالث للثالث. قوله: (وقول أبي بكر) أي: حين أخذته حمى المدينة قاله متمثلاً والبيت للحكم بن نهشل إلا أنه لأبي بكر والحق أن أبا بكر وعمر وعثمان لم يقولوا شعراً ولم يشربوا خمراً جاهلية ولا إسلاماً. قوله: (مصبح في أهله) أي: يوجد في أهله صباحاً. قوله: (حدباء) الأحدب المرتفع والمراد بتلك الآلة النعش. قوله: (وقول المسوأل) هو شاعر يهودي وقوله من اللؤم هو عدم الكرم، وقيل: هو مجمع الذم فيشمل كل صفة ذم.
٣٢٠ - التخريج: الرجز للحكيم النهشلي في (شرح شواهد المغني ٢/ ٥٢٢؛ (وفيه «الحكم» مكان «الحكيم») والعقد الفريد ٥/ ١٨٥؛ ولأبي بكر الصديق في سمط اللآلي ص ٥٥٧؛ والعقد الفريد ٥/ ٢٨٢؛ وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة ٢/ ١٣٧).
اللغة: مصبح: يقال له: أسعد الله صباحك أو عم صباحاً. أدنى: أقرب. شراك النعل: قطع الجلد الذي يربط به الحذاء.
المعنى: كلّ إنسان معزّز بين أهله يقال له عم صباحاً، ولكن الموت قريب إليه أكثر من قرب حذائه إليه.
٣٢١ - التخريج: البيت لكعب بن زهير في (ديوانه ص ٦٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٢٤؛ ولسان العرب ١/ ١٣٠١ (حدب)، ١١/ ٣٩ (أول)).
اللغة: آلة حدباء: النعش والحدباء الهزيلة التي تبدو عظامها.
المعنى: كل إنسان ميت مهما طال بقاؤه سالماً، سيحمل على نعش الموتى يوماً.
٣٢٢ - التخريج: البيت للسموأل في (ديوانه ص ٩٠؛ وشرح شواهد المغني ص ١/ ٢٠، ٢/ ٥٣١؛ وله أو لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٧٦).
اللغة: يدنس: يتسخ. اللؤم: الخصال القبيحة. العرض: النَّفْس والحَسَب.
المعنى: كل ما ترتديه من الأثواب جميل إذا ما كانت نفسك خالصة من العيب والخصال القبيحة.