قوله: (وجب مراعاة معناها)
  ٣٣٤ - إنّ لِلخَيْرِ وَلِلشَّرِّ مَدَى ... وَكِلا ذَلِكَ وَجْهُ وَقَبَلْ
  فإنّ «ذلك» حقيقة في الواحد، وأشير بها إلى المثنى على معنى: وكلا ما ذكر، على حدها في قوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}[البقرة: ٦٨] وقولنا: «كلمة واحدة» احتراز من قوله [من البسيط]:
  ٣٣٥ - كلا أَخي وخليلي وَاجِدِي عَضُداً ... [وَسَاعِداً عِنْدَ إلْمَامِ الْمُلِمَّاتِ]
  فإنه ضرورة نادرة؛ وأجاز ابن الأنباري إضافتها إلى المفرد بشرط تكريرها نحو:
  قوله: (مدى) أي: غاية وقوله وكلا ذلك أي كلاهما وجه أي يواجهه الإنسان يعرفه، وقوله: وقبل بفتح القاف والباء يطلق على الطريق الواضح البين فكأنه قال وكلاهما يواجهه الإنسان ويعرفه لأنه واضح لا يخفى وضبطه بعضهم بكسر القاف وفتح الباء على أنه جمع قبلة أي إن كلاً من الخير والشر أمر يواجهه الإنسان ويستقبله كالقبلة للمصلي. قوله: (فإن ذلك) أي: لفظ ذلك موضوعة للواحد ثم يتجوز فيه ويستممل فيما ذكر مجازاً وما ذكر يشمل الاثنين. قوله: (لا فارض ولا بكر) الفارض المسنة والبكر الفتية والعوان النصف. قوله: (بين ذلك) أي: ما ذكر من الفارض والبكر. قوله: (وخليلي) أي: صديقي من الخلة وهي صفاء المودة. قوله: (واجدي عضدا) وتمامه:
  وساعدا عند إلمام الملمات
  العضد والساعد بمعنى وهو من المرافق إلى الكتف أي واجدي معيناً له ومعاضداً عند نزول النوازل وهو المراد بإلمام الملمات قوله: (واجدي عضدا) أصله وأجد لي عضداً وهو حال قوله: (وأجاز) هذا محترز دالة على اثنين أي وأما ابن الأنباري لا
٣٣٤ - التخريج: البيت لعبد الله بن الزبعرى في (ديوانه ٤١؛ والأغاني ١٥/ ١٣٦؛ والدرر ٥/ ٢٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٤٩؛ وشرح المفصل ٣/ ٢، ٣؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤١٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣١٧؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٨٩؛ والمقرب ١/ ٢١١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٠).
شرح المفردات: المدى: النهاية القبل: الطريق الواضح. الوجه: الجهة.
المعنى: يقول: إن للخير والشر نهاية يصلان إليها، وجهة يتوجهان إليها، وذلك أمر واضح لا يجهله أحد.
٣٣٥ - التخريج البيت بلا نسبة في (الدرر ٣/ ١١٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٥٥٢؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٩٠؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤١٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٠).
شرح المفردات: الخليل: الصديق الصادق. العضد: المساعد. النائبات: المصائب. الإلمام: الحلول الملمات النكبات.
المعنى: يقول مادحاً نفسه بالوفاء: إن أخي وصديقي ليجداني مساعداً لهما إذا ما أصابتهما مصيبة، أو حلّت بهما النكبات.