قوله: (وجب مراعاة معناها)
  «كلاي وكلاكَ مُحْسِنَانِ»؛ وأجاز الكوفيون إضافتها إلى النكرة المختصة نحو: «كلاً رَجُلَيْن عِنْدَكَ مُحْسِنَانِ»، فإنّ «رجلين» قد تخصَّصَا بوصفهما بالظرف. وحكوا «كِلْتَا جَارِيَتَيْنِ عِنْدَكَ مَقْطُوعة يَدُهَا» أي: تاركة للغزل.
  ويجوز مراعاة لفظ «كلا» و «كلتا» الإفراد نحو: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}[الكهف: ٣٣] ومراعاة معناهما، وهو قليل، وقد اجتمعا في قوله [من البسيط]:
  ٣٣٦ - كلاهُمَا حِينَ جَدَّ السَّيْرُ بَيْنَهُمَا ... قَدْ أَقْلَعًا، وَكِلَا أَنْفَيْهِمَا رَابِي
  ومثل أبو حيان لذلك بقول الأسود بن يَعْفُر [من الكامل]:
  ٣٣٧ - إِنَّ الْمَنيَّةَ وَالْحُتُوفَ كِلاَهُمَا ... يُوفِي الْمَنِيَّةَ، يَرْقُبَانِ سَوَادِي
  ذلك قوله: (وأجاز الكوفيون) مقابل لقوله إلى معرفة. قوله: (وحكوا) أي: يوجب الكوفيون عن العرب كلتا الخ، أي: فقوله مقطوعة خبر عن كلتا نظراً للفظ كلتا. قوله: (أي تاركة الغزل) أي: فالمراد بقطع يدها تركها الغزل فهو من إطلاق اسم الملزوم وإرادة اللازم. قوله: (في الإفراد) أي: إفراد الضمير العائد عليها أي فلفظ كلتا مفرد مؤنث ولفظ كلا مفرد مذكر، فقوله: ويجوز مراعاة لفظ كلا الخ أي وهو الكثير. قوله: (وقد اجتمعا) أي: مراعاة اللفظ والمعنى في قوله أي الفرزدق يصف فرسين تجاريا اهـ دماميني، فقوله: قد أقلعا نظر فيه لمعناها ورابي نظر فيه للفظها فلذا لم يقل رابيان. قوله: (كلاهما) أي: الفرسان وقوله: أقلعا أي أمسكا عن الجري وقوله: رابى أي منتفخ من شدة الجري وقوله: جد السير في نسخة الجري، وقوله: وكلا أنفيهما الخ الجملة حال من فاعل أقلعا.
  قوله: (لذلك) أي: لاجتماع مراعاة اللفظ والمعنى قوله: (والحتوف) أراد به
٣٣٦ - التخريج: البيت للفرزدق في (أسرار العربية ص ٢٨٧؛ وتخليص الشواهد ص ٦٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ٢٩٩؛ والخصائص ٣/ ٣١٤؛ والدرر ١/ ١٢٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٥٥٢؛ ونوادر أبي زيد ص ١٦٢؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وهو للفرزدق أو لجرير في لسان العرب ٩/ ١٥٦ (سكف)؛ وبلا نسبة في ا الإنصاف ص ٤٤٧؛ والخزانة ١/ ١٣١؛ والخصائص ٢/ ٤٢١؛ وشرح الأشموني ١/ ٣٣؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٧١؛ وشرح المفصل ١/ ٥٤؛ وهمع الهوامع ١/ ٤١).
اللغة: جد السير: اشتدت المنافسة فيه. أقلعا عن الشيء: تركاه. أنفه راب: منفوخ من شدة الجري.
المعنى: تركا الجري، وتوقفا عنه، وأنفاهما قد انتفخا. من شدة الجري، وما زالت الأمور في بدايتها.
٣٣٧ - التخريج: البيت للأسود بن يعفر في (ديوانه ص ٢٦؛ وخزانة الأدب ٧/ ٥٧٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٥٣؛ والصاحبي ص ٢١٤).