حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

قوله: (وجب مراعاة معناها)

صفحة 554 - الجزء 1

  ظَنَنْتَ زيداً»، و «كيف أعلمته فرسك»، لأن ثاني مفعولي «ظنّ» وثالث مفعولات «أعلم» خبرانِ في الأصل، وحالاً قبل ما يستغني، نحو: «كيف جاءَ زَيْداً؟» أي: على أي حالة جاء زيد وعندي أنّها تأتي في هذا النوع مفعولاً مطلقاً أيضاً، وأن منه: {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ}⁣[الفيل: ١] إذ المعنى: أيَّ فِعْلِ فَعَلَ ربك، ولا يتجه فيه أن يكون حالاً من الفاعل، ومثله: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}⁣[النساء: ٤١] أي: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد يصنعون، ثم حذف عاملها مؤخراً عنها وعن «إذا»، كذا قيل؛ والأظهر أن يقدر بين «كيف» و «إذا»، وتقدّر «إذا» خالية عن معنى الشرط؛


  يتسغني عن خبر أصلي أو منسوخ. قوله: (وتقع خبراً قبل ما لا يستغني) يحتمل قول البخاري باب كيف كان بدء الوحي إن كيف خبراً مقدم إن كانت كان ناقصة وإنها حال من فاعلها إن كانت تامة وعلى كل فالباب مضاف للجملة بعده ولا يخرج ذلك الاستفهام عن الصدارة؛ لأن المراد أن تقع في صدر جملته والمراد باب جواب كيف الخ أي باب يذكر فيه جواب هذا الاستفهام قوله: (قبل ما لا يستغني الخ) أي: قبل شيء لا يستغني عن الخبر في الحال أو عن الخبر بحسب الأصل نحو كيف كنت فكنت لا يستغني عن الخبر في الأصل ونحو ظننت وأعلمت. قوله: (وحالاً قبل ما يستغني) أي: عن الخبر لأن جاء فعل ولا يحتاج لخبر قطعاً. قوله: (لأن ثاني) أي: إنما كان منه ظننت وأعلمت لأن الخ. قوله: (مفعولاً مطلقاً) أي: إذا لم يصلح للحالية. قوله: (في هذا النوع) أي: في نوع ما إذا وقعت قبل ما يستغني فتحصل أن كيف إن وقعت قبل ما لا يستغني كانت إما في محل رفع إن كانت خبراً أو في محل نصب إن كانت مفعولاً لظن أو لعلم، وأما إن وقعت قبل ما يستغني كانت إما في محل رفع إن كانت خبراً أو في محل نصب إن كانت مفعولاً لظن أو لعلم، وأما إن وقعت قبل ما يستغني فهي في محل نصب، إما على الحال أو المفعولية المطلقة إذا لم تتأت الحالية. قوله: (وإن منه) أي: من إتيانها مفعولاً مطلقاً. قوله: (أي فعل) بتشديد أي مضافة لفعل فهي مفعول مطلق لإضافتها للمصدر، وحينئذ فكيف مفعول لفعل ربك وجملة فعل ربك سدت مفعولي ترى لأن ترى معلقة بكيف.

  قوله: (إذ المعنى أي فعل) أي: ألم تر أي فعل فعل ربك بأصحاب الفيل أي ألم تر جواب هذا الاستفهام وجوابه فعل فعلاً عظيماً فكأنه قيل ألم تر أن ربك فعل فعلاً عظيماً بأصحاب الفيل والاستفهام هنا للتقرير بما بعد النفي أو لإنكار النفي. قوله: (من الفاعل) أي: وهو ربك لأنه يقتضي أن الفاعل وهو الرب متصف بالكيفات والأحوال المعنى فعل ربك حال كونه على أي حالة وكيفية واتصافه بها محال. قوله: (فكيف إذا جئنا) أي: أي صنع يصنعون وقت مجيئنا من كل أمة بشهيد قوله: (ثم حذف عاملها مؤخراً عنها) إنما قدره مؤخراً لأن إذا شرطية فعامل كيف هو جواب إذا فهو مؤخر ثم، رده المصنف بقوله والأظهر الخ فيصير التقدير كيف يصنعون وقت مجيئنا من كل أمة بشهيد ولا تجعل إذا شرطية المحوج لتقدير العامل مؤخراً عن إذا قوله: (والأظهر) لعله اختار ذلك لأنه أقرب