وللام الجارة اثنان وعشرون معنى
  ٣٤٢ - [فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ فِي كلِّ مَوْطِن] ... وأنْتَ الَّذِي فِي رَحْمَةِ اللَّهِ أَطْمَعُ
  وقد يُرجحُ بأن الثواني يُتَسامح فيها كثيراً، وأما قراءة الباقين بالفتح فاللام لام التوطئة، و «ما» شرطيّة، أو اللام للابتداء، و «ما» موصولة، أي: الذي آتيتكموه، وهي مفعولة على الأول، ومبتدأ على الثاني.
  ومن ذلك قراءة حمزة والكسائي: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}[السجدة: ٢٤] بكسر اللام، ومنها اللام الثانية في نحو «يَا لَزَيْدِ لِعَمرو» وتعلقها بمحذوف، وهو فعل من جملة مستقلة، أي: أدعوك لعمرو، أو اسم هو حال من المنادى، أي: مَدْعُوا لعمرو، قولان، ولم يَطَّلع ابن عُصفور على الثاني فنقل الإجماع على الأول.
  ومنها اللام الداخلة لفظاً على المضارع في نحو: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}[النحل: ٤٤]، وانتصاب الفعل بعدها بـ «أن» مضمرة بعينها وفاقاً للجمهور، لا
  فيا رب ليلى أنت في كل موطن ... وأنت الذي في رحمة الله أطمع
  قوله: (فاللام لام التوطئة) أي: وقوله لتؤمنن جواب القسم وقد أغنى عن جواب الشرط والمعنى، وإذا أخذ الله ميثاق النبيين حلفهم أني متى آتيتكم من كتاب لتؤمنن به. قوله: (وما شرطية) أي: وقوله ثم جاءكم عطف على آتيتكم وجوابهما واحد. قوله: (وهي مفعولة) أي: لفعل الشرط وهو أتيتكم قوله: (ومبتدأ على الثاني) انظر ما خبر المبتدأ فإن قيل فإنه لتؤمنن به قيل إنه لا عائد فيه على المبتدأ وقد يقال إنه محذوف أي يجب الإيمان بمصدقه ونصره تأمل. قوله: (وجعلناهم أئمة) التلاوة وجعلنا منهم أئمة الخ، وأما آية القصص لنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين قوله: (ومنها اللام الثانية) أي: وهي لام المستغاث من أجله. قوله: (فنقل الإجماع عن الأول) أي: هو أنه متعلق بأدعو ولا يلزم عليه إذا قيل يا لزيد لي أن الفعل عمل في ضميرين متصلين أحدهما: فاعل والآخر: مفعول لأن المستغاث له ليس مفعولاً به. قوله: (فنقل الإجماع الخ) ينبغي أن يزاد قول ثالث وهو أن تكون هذه اللام متعلقة بأدعو المقدر ناب عنه حرف النداء على رأي من يقول إن لام المستغاث زائدة للتفرقة. قوله: (ومنها) أي: من لام التعليل. قوله: (لفظاً) أي: وأما معنى فعلى المصدر المنسبك. قوله: (في نحو وأنزلنا الخ) أي: وهي تسبق يكون منفي وهي المسماة بلام كي تخلفها كي في إفادة التعليل. قوله: (بأن مضمرة) أي: جوازاً قوله: (بعينها) أي: من غير تخيير بين كون الناصب إن أو كي وقوله وفاقاً
٣٤٣ - التخريج: البيت للمجنون في (الدرر ١/ ٢٨٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٥٩؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٩٧؛ وليس في ديوانه وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٦٧؛ وشرح التصريح ١/ ١٤٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٧).