القسم الثاني: اللام الزائدة
  [البقرة: ٢٥١]، ولام جواب القسم، نحو: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}[يوسف: ٩١]، {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}[الأنبياء: ٥٧].
  وزعم أبو الفتح أن اللام بعد «لَوْ» و «لَوْلا» و «لَوْمَا» لام جواب قَسَم مقدَّر، وفيه تَعَسُّف. نعم الأولى في {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}[البقرة: ١٠٣] أن تكون اللام لام جواب قسم مقدر، بدليل كون الجملة اسمية، وأما القول بأنها لام جواب «لو» وأن الاسميَّة استعيرت مكان الفعلية كما في قوله [من الوافر]:
  ٣٨٥ - وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَنِي سُهَيْلِ ... مِنَ الأَكْوَارِ مَرْتَعُهَا قَرِيبُ
  ففيه تعسُّف. وهذا الموضع مما يدلّ عندي على ضعف قول أبي الفتح، إذ لو كانت اللامُ بعد «لو» أبداً في جواب قَسَم مقدَّر لكثر مجيء الجواب بعد لو جملة
  قوله: (جواب قسم الخ) أي: وذلك القسم وجواب جواب لو ولولا ولوما ودائماً أبداً القسم مقدر. قوله: (تعسف) أي: لأن فيه زيادة لا حاجة إليها. قوله: (ولو أنهم) أي: في نحو ولو الخ أي من كل جملة اسمية واقعة جواباً، فإن قوله لمثوبة جملة اسمية.
  قوله: (بدليل كون الجملة الخ) أي: والأغلب في جواب لو أو لوما أو لولا الجملة الفعلية ووقوعه اسمية قليل، فإذا وجدت الجواب جملة اسمية يصح جعلها جواب الشرط وجواب القسم فالأولى جعلها جواب القسم؛ لأن الغالب في جواب القسم اسمية فيحمل على الغالب لا على القليل قوله (بدليل كون الجملة اسمية) أي: والأكثر في جواب القسم أن يكون جملة اسمية كان إن الأكثر في جواب لو أو لوما أو لولا أن يكون جملة فعلية والجمل على الأكثر أولى قوله: (وقد جعلت الخ) الشاهدان مرتعها مبتدأ وقريب خبر ومن الأكوار ظرف لغو متعلق بقريب والجملة الاسمية خبر جعلت وهي مستعارة موضع الفعلية لأن خبر جعل يشترط فيه أن يكون فعلاً مسنداً لضمير الاسم والقلوص بفتح القاف الفتية من الإبل والكور بفتح الكاف الجماعة الكثيرة من الإبل أو بضمها الرحل بأداته والمرتع موضع رعي الإبل قوله: (لكثرة مجيء نحو الخ) في نسخة لكثرة مجيء
٣٨٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تخليص الشواهد ص ٣٢٠ وخزانة الأدب ٥/ ١٢٠، ٩/ ٣٥٢؛ والدرر ٢/ ١٥٢؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٨؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي. ص ٣١٠؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٠٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٧٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٠).
اللغة: القلوص: الناقة الفتية. بنو سهيل: اسم قبيلة، ولعلّهم أبناء سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري. الأكوار: جمع كَوْر وهو القطيع الضخم من الإبل، وبيت النحل. المرتع: مكان الرعي الخصيب.
المعنى: لقد صارت نوق بني سهيل الفتية ترعى قريباً من القطيع، أو قريباً من بيوت النحل والزنابير، كناية عن قرب المرعى من مساكن القبيلة.