حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 88 - الجزء 2

  وقوله [من المنسرح]:

  ٤٠٠ - لا بَارَكَ الله في الْغَوانِي هَلْ ... يُصْبِحْنَ إِلا لَهُنَّ مُطَّلَبُ؟

  لأن المراد الدُّعاء، فالفعل مستقبل في المعنى، ومثله في عدم وجوب التكرار بعدم قصد المُضي إلا أنه ليس دعاء قولك: «والله لا فَعَلْتُ كذا» وقول الشاعر [من البسيط]:

  ٤٠١ - حَسْبُ الْمُحِبِّينَ في الدُّنْيَا عَذَابُهُمْ ... تَاللَّهِ لا عَذْبَتْهُمْ بَعدَهَا سَقَرُ


  والجرعاء الأرض المستوية التي لا تنبت والقطر المطر. قوله: (الغواني) هو بإظهار كسر الياء للضرورة والبيت من المنسرح شطره لام هل ويروى وهل بالواو فلا حاجة للكسر ويصبحن بسكون الحاء وفتح نون النسوة ومطلب بتشديد الطاء وفتح اللام وضم الباء اسم مفعول أو مصدر ميمي من أطلبت الشيء على صيغة الافتعال من الطلب، أي: هل يصبحن إلا لهن شخص يطلبنه ويتعشقنه أو إلا لهن أطلاب لجنب يملن إليه. قوله: (الدعاء) أي بخير في الأولين وبشر في الثالث، أي: والدعاء إنما يكون بمستقبل لا بماض فالفعل وإن كان ماضياً لفظاً إلا أنه في المعنى مستقبل.

  قوله: (لا فعلت) أي: لا دخلت الدار مثلاً بمعنى لا أدخلها؛ لأنه إنما يقسم على الأمر المستقبل. قوله: (لا عذبتهم) أي: لا تعذبهم فالمعنى على الاستقبال لأنه إخبار. قوله: (تالله لا عذبتهم الخ) أي: وهو كذلك ولو كانت المحبة للفاحشة ولكن تعففوا


= لا تنبت شيئاً. القطر: المطر.

المعنى: يدعو الشاعر لدار حبيبته بالسلامة من عوادي الزمان، ودوام هطول المطر لترطيب أجوائها، وإضفاء الحياة عليها.

٤٠٠ - التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في (ديوانه ص ٣؛ والأزهية ص ٢٠٩؛ والدرر ١/ ١٦٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٦٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٢؛ وشرح المفصل ١٠/ ١٠١؛ والكتاب ٣/ ٣١٤؛ ولسان العرب ١٥/ ١٣٨ (غنا)؛ والمقتضب ١/ ١٤٢؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٣٣٦؛ ورصف المباني ص ٢٧٠؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٥؛ والمحتسب ١/ ١١١؛ والمنصف ٢/ ٦٧، ٨١؛ والمقتضب ٣/ ٣٥٤؛ وهمع الهوامع ١/ ٥٣).

اللغة: الغواني: جمع. غانية وهي الحسناء المستغنية بجمالها عن الزينة.

المعنى يدعو على الحسناوات بأن لا يباركهنّ الله - جل وعلا - لكثرة مطاليبهن، إذ لا يمر عليهن صباح إلا وهن يتكلفن طلبات أخرى.

٤٠١ - التخريج: البيت لمؤمل بن أميل في (خزانة الأدب ٨/ ٣٣٢؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٨٨).

اللغة: حسب المحبين: كفاهم. سقر: اسم من أ أسماء جهنم، وقيل اسم واد فيها.

المعنى: كفى المحبين العاشقين ما يلقونه من عذاب في حياتهم، أقسم بالله - جل وعلا - إنهم لن يلقوا عذاباً في جهنم.