حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 98 - الجزء 2

  وقول الآخر [من الوافر]:

  ٤٠٨ - فَلا تَشْلَلْ يَدٌ فَتَكَتْ بِعَمْرٍو، ... فَإِنَّكَ لَنْ تَذِلُّ وَلَنْ تُضَامَا

  ويحتمل النهي والدعاء قول الفرزدق [من الطويل]:

  ٤٠٩ - إِذَا مَا خَرَجْنَا مِنْ دِمَشْقَ فَلَا نَعُدْ ... لَهَا أَبَداً مَا دَامَ فِيهَا الْجُرَاضِمُ

  أي العظيم البطن؛ وكونها للالتماس كقولك لنظيرك غيرَ مُسْتَعْل عليه: «لا تَفْعَلْ كذا». وكذا الْحُكْمُ إذا خرجَتْ عن الطلب إلى غيره كالتهديد في قولك لولدك أو عبدك: «لا تُطِعْنِي».

  وليس أصل (لا) التي يُجْزَمُ الفعل بعدها لامَ الأمر فزيدت عليها ألف خلافاً لبعضهم، ولا هي النافية والجزم بلام أمر مقدرة خلافاً للسهيلي.


  أهل الميت لا تبعد بالفتح من باب فرح، أي: لا تهلك ومن باب قرب ضد القرب، وقوله: أين الخ، استفهام إنكاري بمعنى النفي، ولهذا وقعت إلا بعده، وكأنه قيل وما كان البعد إلا مكانية وربما أشار هذا إلى أن قوله لا تبعد بالضم ضد القرب لكن الرواية كما قال الدماميني بالفتح. قوله: (فلا تشلل الخ) الشلل: فساد اليد يقال شل يشل كعلم يعلم والفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غافل فيقتله والذل ضد العز والضيم الظلم وفي قوله: فإنك الخ التفات من الغيبة للخطاب قوله: (الفرزدق الخ) قيل: إن البيت للوليد بن عقبة يعرض بمعاوية. قوله: (دمشق) بفتح الدال والميم ويقال بكسر الدال والميم. قوله: (فلا نعد) هو نهي من باب نهي الشخص نفسه ويحتمل أنه دعاء أي: اللهم لا نعد. قوله: (أي العظيم البطن) تفسير لجراضم وهذا تفسير باللازم لأن الذي في «القاموس» و «الصحاح» أنه الأكول. قوله: (غير مستعل عليه) أي: حال كونك غير مستعل عليه كنت في الواقع أعلى منه أم لا وأما لو كنت قاصداً الاستعلاء فهو نهي، ولو كان مساوياً ذلك في الواقع. قوله: (لا تطعني) ليس المراد النهي عن الإطاعة بل المراد تخويفه بأنه إن عصاه يعاقبه. قوله: (وليس الخ) أي: لأنه لم يثبت إذ هو بعيد والزيادة خلاف الأصل. قوله: (خلافاً للسهيلي)


٤٠٨ - التخريج: البيت لرجل من بكر بن وائل في (شرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٣؛ ونوادر أبي زيد ص ٧).

اللغة: تشلل يد: تيبس وتفسد فتكت به: قتلته شر قتلة.

المعنى: يدعو للفارس الذي قتل عمراً ببقاء يده قوية غير يابسة، ثم يحدثه ملتفتاً من الغائب إلى المخاطب: أدعو لك أن لا ترى ذلاً ولا ضيماً.

٤٠٩ - التخريج: البيت للفرزدق في الأزهية ص ١٥٠؛ وليس في (ديوانه، وللوليد بن عقبة في شرح التصريح ٢/ ٢٤٦؛ وللفرزدق أو للوليد في شرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٣؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٠؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٥٧٤).

شرح المفردات: الجراضم الأكول، والمقصود معاوية بن أبي سفيان.