حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 99 - الجزء 2

  والثالث: «لا» الزائدة الداخلة في الكلام لمجرَّد تقويته وتوكيده، نحو: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٩٢ أَلَّا تَتَّبِعَنِ}⁣[طه: ٩٢، ٩٣]، {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}⁣[الأعراف: ١٢]، ويوضحه الآية الأخرى. {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ}⁣[ص: ٧٥]، ومنه {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}⁣[الحديد: ٢٩] أي: ليعلموا، وقوله [من الطويل]:

  ٤١٠ - وَتَلْحَيْتَنِي فِي اللَّهْوِ أن لا أُحِبَّهُ ... وَلِلّهوِ دَاعِ دَائِبٌ غَيْرُ غَافِلٍ

  وقوله [من الطويل]:

  ٤١١ - أَبي جُودُهُ لا الْبُخْلَ، وَاسْتَعْجَلَتْ بِهِ ... نَعَمْ، مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الْجُودَ قَاتِلَهُ


  أي: القائل بذلك فلا تفعل أصله عنده لا لتفعل وفيه أنه يحتاج لشيء منفي مقدرة ولا دليل عليه كذا يقال عليه فقوله: خلافاً للسهيلي الخ: أي: لما فيه من التكلف. قوله: (أن لا تتبعني) أي: أي شيء منعك من اتباعي ومجاهدتك لهم حين ضلوا، ولا يصح إيرادها غير زائدة؛ لأنه يفيد أنه اتبعه وجاهدهم ونهاهم مع أنه لم يقع فهرون لما لم يقاتلهم كأنه طاوعهم على ذلك بحسب الظاهر قوله: (أن لا تسجد) هذا يفيد أن إبليس سجد لآدم، ثم عاتبه على سجوده؛ لأن المعنى أي شيء ثبت لك في امتناعك من عدم السجود وامتناعه من عدم السجود بالسجود والواقع أنه لم يسجد أصلاً فتعين أنها زائدة، والمعنى أي شيء ثبت لك في امتناعك من السجود قوله: (يوضحه) أي: يوضح. هذا الكلام من أن لا زائدة في ما منعك أن لا تسجد قوله: (نعم) فاعل استعجلت وقوله: من فتى حال من الضمير أو على تقديرياً له من فتى.

  قوله: (لا يمنع الجود) فاعل يمنع عائد على الممدوح والجود مفعول ثان، وقاتله مفعول أول ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي: جوده لا يحرم قاتله، أي: فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص، بل يصله اهـ تقرير دردير قوله: (قاتله) أي: من


٤١٠ - التخريج: البيت للأحوص في (ديوانه ص ١٧٩؛ والأزهية ص ١٥٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٤؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٥٧٠؛ والجنى الداني ص ٣٠٢؛ والصاحبي في فقه اللغة

ص ١٦٧).

اللغة: تلحينني: تلومينني وتنتقصين مني. الدائب: المستمر.

المعنى: تلومينني لأنني ألهو وأهوى، وتطلبين أن لا أحبه ولكنك تغفلين عن أن للهو دواعي كثيرة لا تهدأ، كي تدعو إلى الهوى واللهو.

٤١١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٣٠٢، ٣٠٢؛ والخصائص ٢/ ٣٥، ٢٨٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٤؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٨٩ (نعم)، ١٥/ ٤٤٦ (لا)).

اللغة: أبى رفض الجود: الكرم والسخاء، ضد البخل.

المعنى: لقد رفض طبعه الكريم أن يكون بخيلاً، وأسرع لسانه بقوله: «نعم» للمحتاجين، وهو لا يمنع عطاءه. وسخاءه. حتى لو كان جوده قاتلاً لماله.