القسم الثاني: اللام الزائدة
  وذلك في رواية من نصبَ «البخل»؛ فأمَّا من خفض فـ «لا» حينئذ اسمٌ مضاف، لأنه أريد به اللفظ. وشَرْح هذا المعنى أن كلمة «لا» تكون للبخل، وتكون للكرم، وذلك أنها إذا وقعت بعد قول القائل: «أعطني» أو «هَلْ تُعْطِني» كانت للبخل، فإن وقعت بعد قوله: «أتمنعني عَطَاءك» أو «أَتَحْرِمُني نَوَالَكَ» كانت للكرم. وقيل: هي غير زائدة أيضاً في رواية النصب، وذلك على أن تُجْعَلَ اسماً مفعولاً، و «البخل» بدلاً منها، قال الزجاج. وقال آخر: «لا» مفعول به، و «البخل» مفعول لأجله، أي: كراهية البخل مثلُ: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}[النساء: ١٧٦]، أي: كراهية أن تضلوا. وقال أبو علي في الحجة: قال أبو الحسن: فَسَّرَته العربُ: أبي جوده البخل، وجعلوا «لا» حَشْواً، اهـ.
  وكما اختلف في «لا» في هذا البيت أنافية أم زائدة، كذلك اختلف فيها في مواضع من التنزيل، أحدها: قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}[القيامة: ١] فقيل: هي
  أراد قتله. قوله (وتلحينني) بالتاء أي أيتها المرأة وفي نسخة بالباء أي: النسوة والإلحاء اللوم، وقوله في اللهو، أي: على اللهو واللعب وقوله: أن لا أحبه منصوب بأن وهو بدل مما قبله أي: على حبي له فلا زائدة لا أصلية لأن اللوم إنما هو على حب اللهو لا على عدم حبه، ويصح رفع أحبه على أنها خبر إن بناء على أنها مخففة من الثقيلة إنني أحبه، أي: اللهو وهذا البيت في نسخة مؤخر كما هنا، وفي نسخة مقدم على ما قبله. قوله: (واللهو داع) جملة حالية من فاعل تلحى. قوله: (دائب) أي: جاد يقال دأب فلان في عمله جد فيه وتعب أو دائم قوله: (فلا حينئذ اسم مضاف) أي: والبخل مضاف إليه. قوله: (لأنه أريد به اللفظ) أي: والمعنى وامتنع جوده من أن ينطق بهذا اللفظ، أي: لفظ لا الدالة على البخل أو المسببة عنه أو انها نفس البخل ادعاء قوله: (هذا المعنى) أي: المقتضي أن لا ليست بزائدة بل هي أصلية. قوله: (تكون للبخل) أي: تارة تكون جواباً مفيداً للبخل.
  قوله: (وتكون للكرم) أي: جواباً مفيداً للكرم قوله: (والبخل بدلاً منها) أي: بدل اشتمال والرابط حينئذٍ مقدر أي: بخلها إن أريد أن لا فيه كناية عن البخل أو بدل كل إن ادعى أن نفس لا هو البخل قوله: (مفعول لأجله) أي: والمعنى يمنعه الجود من أن ينطق بلا لأجل البخل، فإن قلت أنه لا ينطق بها لأجل البخل إذا لا يحبه فلا يصح التعليل أجاب الشارح بأن المعنى على حذف مضاف، أي: يمتنع من النطق بها لأجل كراهته البخل قوله: (قال أبو الحسن الخ) هذا دليل للأول فالأولى تقديمه. قوله: (فسرته العرب) أي: وإذا فسرته بذلك فلا يدل عنه قوله: (وكما اختلف الخ) كما في محل نصب صفة لمصدر محذوف والعامل فيه اختلف الثانية والتقدير واختلف في لا الواقعة في مواضع من التنزيل اختلافاً مثل الاختلاف في لا الواقعة في البيت وقوله: كذلك توكيد