· (لو) على خسمة أوجه:
  وإن كان حاصلاً لكنه ليس المقصود.
  وقد اتضح أن أفسد تفسير لـ «لو» قَوْلُ من قال: حرف امتناع لامتناع، وأن العبارة الجيدة قول سيبويه رحمه الله: حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، وقول ابن مالك: حرف يدلّ على انتفاء تَال، ويلزمُ لثبوته ثبوتُ تاليه، ولكن قد يقال: إن في عبارة سيبويه إشكالاً ونقضاً.
  فأما الإشكال فإن اللام من قوله: «لوقوع غيره» في الظاهر لام التعليل، وذلك فاسد، فإن عدم نفاد الكلمات ليس معللاً بأن ما في الأرض من شجرة أقلام وما بعده، بل بأن صفاته سبحانه لا نهاية لها، والإمساك خشية الإنفاق ليس معللاً بملكهم خزائن رحمة الله، بل بما طبعوا عليه من الشُّحُ؛ وكذا التولي وعدم الاستجابة ليسا معللين بالسماع، بل بما هم عليه من العتق والضلال؛ وعدم معصية صهيب ليست معللة بعدم الخوف بل المهابة؛ والجواب أن تقدَّر اللام للتوقيت مثلها في {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا
  قوله: (إن أفسد تفسير الخ) قول خبر إن أي: اتضح لك أن التفاسير التي في لون أشدهم فساداً هو قول من قال الخ وإنما اشتد فساده؛ لأنه يفيد أنها لامتناع الأمرين دائماً مع أنها قد تكون لامتناع الأول، وأما الثاني فقد ينفي ولا ينفي وأنها قد تكون لتقرير الجواب سواء وجد الأول أم لا. قوله: (إن أفسد الخ) أفعل تفضيل ليس على بابه. قوله: (إن أفسد الخ) قد يقال إنه لا فساد بل هو صواب نظراً لأصل لو وأما ما أورده المصنف من أنها قد تكون لتقرير الجواب، فهو مما خرج عن الأصل لدليل.
  قوله: (حرف امتناع) أي: حرف يدل على امتناع الجواب لأجل امتناع الشرط. قوله: (قول سيبويه) أي: لأنه لم يتعرض لانتفاء الثاني لانتفاء الأول. قوله: (قول سيبويه) الحق أنها كما قال ابن مالك أنها بمعنى كلام المعربين وسيظهر لك ذلك. قوله: (لما كان سيقع) أي: الشرط، أي ثبوت تاليه أي: تالي الشرط وهو الجواب لوقوع غيره فيه وهو الشرط وقوله: لثبوته، أي: الشرط، أي: ثبوت تاليه أي: تالي الشرط وهو الجواب. قوله: (ابن مالك) عطف على قول سيبويه وإنما كانت عبارته جيدة لأنها لم تتعرض لنفي الثاني وإنما أفادت نفي الأول، وإن الثاني إنما يثبت عند ثبوت الأول وأما امتناع الثاني عند امتناع الأول فمسكوت عنه اهـ تقرير شيخنا دردير قوله (انتفاء تال) أي: للواو وهو المقدم. قوله: (ولكن قد يقال الخ) استدراك على قوله العبارة الجيدة. قوله: (لام التعليل) أي: فتفيد أن وقوع الشرط علة لوقوع الجواب وكون الشرط علة في الجواب فاسد، فإن الخ. قوله: (لا نهاية له) حمل على حقيقة وقولهم كل ما وجد في الخارج فهو متناه بالنسبة للحادث قوله: (للتوقيت) وهي التي بمعنى عند يقال يمكن التعليل نظراً لما اعتبره المتكلم في الربط.