حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 134 - الجزء 2

  ٤١٩ - قَوْمٌ إِذا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزَرَهُم ... دُونَ النِّساءِ ولو باتت بأطْهَارِ

  وأما نحو: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ}⁣[الأنعام: ٢٧]، {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ}⁣[الأعراف: ١٠٠]، وقول كعب ¥: [من البسيط]:

  ٤٢٠ - [لَقَدْ أَقُومُ مَقَاماً لَوْ يَقُومُ بهِ] ... أرَى وَأَسْمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ

  فمن القسم الأول، لا من هذا القسم، لأن المضارع في ذلك مُراد به المضي،


  بالإعطاء في المستقبل فالمجيء كذلك قوله: (شدوا مآزرهم دون النساء) كناية عن عدم قربانهم النساء وتركهم الجماعة وقوله ولو باتت أي: ولو تبيت بأطهار وهذا البيت من قصيدة للأخطل يمدح بها قريشاً مطلعها:

  تغير الرمس من سلمى بأحفار ... وأقفرت من سليمي دمنة الدار

  أني حلفت برب الراقصات وما ... أضحى بمكة من حجب وأستار

  وبالهدايا إذا احمرت مدارعها ... في يوم نسك وتشريق وانتحار

  وما بزمزم من شمط محلفة ... يثرب من عون وأبكار

  لألجأتني قريش خائفاً وجلا ... ومولتني قريش بعد إعسارِ

  المسلمون بنو حرب وقد حرفت ... بي المنية واستبطأت أنصاري

  قوم إذا حاربوا الخ. قوله: (أرى وأسمع الخ) صدره:

  لقد أقوم مقاما لو يقوم بهِ

  وبعده:

  لظل يرعد إلا أن يكون له ... من الرسول بإذن الله تتويل

  قوله: (فمن القسم الأول) أي: التي هي شرط في الماضي. قوله: (لا من هذا القسم) أي: وهي الواقعة شرطاً في المستقبل.


٤١٩ - التخريج: البيت للأخطل في (ديوانه ص ٨٤؛ وحماسة البحتري ص ٣٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٤٦؛ ونوادر أبي زيد ص ١٥٠؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٨٥؛ ورصف المباني ٢٩١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٠١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٨٣، ٥٨٤؛ المقرب ١/ ٩٠).

اللغة: شدوا ربطوا. المئزر: ما يستر الإنسان به عورته. الأطهار: من طهر، وهو حالة بعد الحيض والنفاس عند المرأة.

المعنى: إنهم قوم إذا حاربوا من يعاديهم، فإنهم لا يرتاحون أبداً، ويبتعدون عن الملذات عامة، ومنها وقاع نسائهم، ولو كن طاهرات.

٤٢٠ - التخريج: البيت لكعب بن زهير في (ديوانه ص ٦٦).

المعنى: إني أقف موقفاً لا أحسد عليه، ولو وقفه الفيل بضخامته وقوته، لارتعد خوفاً ووجلاً، حتى يمن الرسول عليه بالعفو.