حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لولا) على أربعة أوجه:

صفحة 152 - الجزء 2

· (لولا) على أربعة أوجه:

  أحدها: أن تدخل على جملتين: اسمية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، نحو: «لولا زَيْدٌ لأكرمتك»، أي: لولا زيد موجود؛ فأما قوله عليه الصلاة والسلام: «لولا أن أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأمَرْتُهُمْ بالسواكِ عِنْدَ كلِّ صَلاة» فالتقدير: لولا مخافة أن أشق على أُمتي لأمرتهم، أي أمر إيجاب، وإلا لانعكس معناها، إذ الممتنع المشقة، والموجود الأمر.

  وليس المرفوع بعد «لولا» فاعلاً بفعل محذوف، ولا بـ «لولا» لنيابتها عنه، ولا


  لو وقال الدماميني الأولى أنه عطف على قتل والجواب محذوف أي: ما فررت ولثبت ويدل عليه قوله: لكن فررت وذلك لأن مراده الاعتذار عن عدم ثباته بأنه لو تحقيق حصول الموت والراحة من ذل الأسر لثبت في موقف الأسر لكن خاف الأسر المفضي إلى الذل والمعرة ففر واعتذر.

  (لولا) قوله: (أن تدخل على اسمية) أي: جملة اسمية وقوله: ففعلية أي: فجملة فعلية. قوله: (لربط امتناع الثانية الخ) وأما قوله: تعالوا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك فالمراد هما مؤثراً ضاراً أو أنه ينزل منزلة العدم بدليل وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء، فاندفع ما يقال مقتضى كونها حرف امتناع لوجود أن هم الطائفة منتف لوجود الرحمة والفضل مع أن همهم موجود قوله: (لولا زيد لأكرمتك) أي: فقد ربطت امتناع الإكرام بوجود زيد قوله: (لولا زيد موجود) أي: فزيد مبتدأ وموجود هو الخبر المحذوف وجوباً وأشار بهذا الدفع ما يقال لا يصح التمثيل بهذا المثال لدخولها على جملة اسمية ففعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى؛ لأنها في هذا المثال إنما دخلت على مفرد لا على جملة اسمية. قوله: (فأما قوله الخ) جواب عما يقال مقتضى كونها حرف امتناع لوجود أن الأمر بالسواك منفي لوجود المشقة مع أن الأمر حاصل والمشقة منتفية. قوله: (لولا مخافة أن أشق) أي: فأمر الإيجاب منتف لوجود خوف المشقة.

  قوله: (ولي المرفوع بعد لولا فاعلاً بفعل محذوف) أي: كما يقول الكسائي فإذا قيل: لولا علي لهلك عمر تقديره لولا وجد علي لهلك عمر قال الرضي: وهو قريب من وجه وذلك ان الظاهر منها لو الامتناعية دخلت على لا فمعنى المثال المتقدم انتفى هلاك عمر لامتناع عدم علي وامتناع عدمه وجوده والبصريون عدلوا عن هذا وجعلوا لولا كلمة بنفسها؛ لأن الفعل إذا اضمر وجوباً فلا بد من الإتيان بمفسر وهو منتف هنا وأيضاً لفظ لا يدخل على الماضي في غير الدعاء وجواب القسم إلا مع التكرار. قوله: (ولا بلولا لنيابتها عنه) أي: كما حكاه الفراء عن بعضهم فقد نقل عن بعضهم أنه مرفوع بلولا لنيابتها منابه لولا يوجد ورد بأنك تقول أو زيد لا عمرو لأتيتك ولا يعطف بلا بعد النفي. قوله: (ولا